أدى حجاج بيت الله الحرام مناسكهم هذا العام في أجواء من الطمأنينة والسكينة، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والجهود الجبارة التي سخّرتها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. وقد حظي هذا النجاح بإشادة عالمية واسعة، وهو إنجاز جديد يضاف إلى سجل المملكة الحافل في تنظيم مواسم الحج وإدارة الحشود بكفاءة واقتدار، ما يعكس عمق التخطيط، واحترافية الأجهزة الأمنية والصحية والخدمية، وتكاملها في خدمة ضيوف الرحمن. لقد أثبتت رؤية المملكة 2030، التي يقودها سمو ولي العهد، أنها رؤية فاعلة وطموحة، حيث شهدت المملكة في سنوات معدودة تحولات عميقة على مختلف الأصعدة؛ بدءًا من التنويع الاقتصادي، ومرورًا بالتمكين التقني، وصولًا إلى تعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية إقليميًا وعالميًا. إن ما تحقق من إنجازات، سواء في البنية التحتية، أو في التحول الرقمي، أو في الأمن، أو في تمكين المواطن والمقيم من الوصول إلى الخدمات بيسر، إنما يعكس واقعًا جديدًا تعيشه المملكة في هذا العهد الزاهر. وفي المجال الأمني، استطاعت المملكة عبر تقنيات متقدمة ومراقبة دقيقة، أن تضمن بيئة آمنة ومستقرة من أقصى شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، في مدنها وقراها، ما عزز ثقة المواطن والزائر والمستثمر على حد سواء. ولم تتوقف المملكة عند حدودها، بل كانت ولا تزال حاضرة بقوة في دعم قضايا الأمة، والسعي للمّ الشمل، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، كما شهدنا في دورها الإيجابي في الملف السوري وغيره من ملفات. ختامًا، فإن المنجزات الوطنية المتواصلة التي تشهدها المملكة على جميع المستويات، تؤكد أن هذه المرحلة من تاريخ الوطن هي مرحلة استثنائية بكل المقاييس، وسيسجلها التاريخ بوصفها مرحلة البناء والتحول نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.