تكثر الزواجات في مناسبات الأعياد والإجازات الصيفية حيث يلتم شمل العوائل، ما يجعلهم يستثمرون هذه الاجتماعات في إتمام زواجاتهم، والمتأمل في بطاقات الدعوة لاسيما الرجالية منها سواء تقليدية أو حديثة يجد أنها تشير للعروس بمسمى "كريمة فلان بن فلان"، بينما يذكر اسم العريس، ومع أن هذه العادة قديمة إلا أن مراجعتها اليوم في ظل مقاصد الزواج في الإسلام أمر مهم، فالزواج في الإسلام هو رباط مقدس بين رجل وامرأة بهدف الإشباع الصحي للغريزة الجنسية والإنجاب لاستمرار النوع الإنساني والحياة الكريمة التي عمادها المودة والرحمة.. ومن هذه المنطلقات السامية حرص الإسلام على إشهار الزواج حفاظا على حقوق العروسين لاسيما المرأة، فعندما -مثلا- تحمل لاحقا يعرف أب المولود، ما يحفظ سمعتها وشرفها وحقوقها المترتبة، وأعتقد أن من صور الإشهار الممكنة ذكر اسم العروس في كرت الدعوة حتى الموجهة للرجال، لتكون الصيغة "بمناسبة زواج فلان بن فلان على فلانة بنت فلان". فالطبيعي أن يكون لدى الأب عدة بنات ولا يعلم بعض المعازيم من الرجال من العروس، وحتى الدعوات التي تكتفي بصيغة "زواج ابننا الشاب فلان" يجب أن تشتمل اسم العروس. إن عادة إغفال اسم العروس في كروت الدعوة للزواجات قد يكون سببها الغيرة غير المبررة، أو الخجل من ذكر اسم المرأة وهي عادة يجب أن نتجاوزها، كما تم تجاوز إحجام البعض سابقا من حضور زواج ابنته. فمن منا لا يعرف أسماء زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بناته، وكذلك نساء الصحابة، بل سميت إحدى سور القرآن الكريم باسم "مريم" العذراء عليها السلام. يضاف إلى ذلك بعدا آخرا وهو تعزيز ثقة العروس في نفسها عندما يذكر اسمها في كرت زواجها وهذا يعزز من فرحتها بأهم نقلة في حياتها. فعندما يختار الإنسان شريكة حياته فهو يختارها وفق العديد من المعايير التي يرى أنها تميزها عن غيرها، ما يجعل الارتباط بشخصها مكسبا له، وليس المكسب فقط الارتباط بعائلتها، فكما أن المرأة تتشرف بالارتباط بالزوج الصالح، فالرجل يتشرف بارتباطه بالمرأة الصالحة، إن هذا التطوير في دعوات زواجاتنا يعبر عن رقي مجتمعاتنا ولا يتعارض مع الدين والمنطق، بل يتفق معهما.