إن جواب، لماذا تنجح السعودية دائماً في إدارة مواسم الحج؟ مرتبط بالنوايا الصادقة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين من قيادة هذا الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى اليوم، واتخاذ القرارات الصارمة بأن خدمة الحرمين الشريفين مهمة وطنية.. الحج هو حد أكبر التجمعات العالمية ذات الإطار الزمني والمكاني المغلق والمحدود، فخلال ستة أيام يجب أن يمارس جميع الحجاج نفس العبادات وبنفس الطريقة وبنفس المكان والزمان، ومهما كانت التصورات النظرية متاحة حول إدارة موسم الحج، إلا أن التطبيق العملي هو تحد كبير للجهات المسوؤلة، فالذين يتم التعامل معهم خلال هذه المدة الزمنية المحددة تتجاوز أعداهم في بعض مواسم الحج المليوني نسمة، ومن الطبيعي أن ذلك العمل يتطلب إعداداً وتخطيط مكثف، لأن مثل هذه التجمعات الجماهيرية يمكنها أن تجلب مخاطر محتملة على جميع المستويات الأمنية والصحية والاقتصادية إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح، وهذا ما يشكل تحديا كبيرا للجهات المسؤولة عن إدارة هذه المناسبة التي يجتمع فيها مسلمون من مختلف الأعراق واللغات والأجناس من جميع أنحاء العالم بجانب حجم التفاوت الكبير في الثقافة بين الحجاج ومرجعيتهم ووعيهم. في الواقع إنه في كل عام وعلى مر السنين تستخدم السعودية الكثير من الموارد المالية والبشرية بهدف إدارة موسم الحج، ومع كل موسم حج يركز الإعلام الإسلامي والعربي والدولي على الكيفية التي تدير فيها السعودية الحج، ويتطرق إلى أدق التفاصيل عن وحول الحج، ومن الطبيعي أن يشكل ذلك الاهتمام ضغوطا كبيرة على لجان الحج العليا وإدارته وهذا ما جعل الهدف الأساس لكل من يعمل في الحج هو تجنب التقصير في خدمة الحجاج، ويشمل ذلك القيادة السياسية وحتى أصغر التكوينات الإدارية في الحج. خلال تاريخ طويل من إدارة السعودية للحج تشكل الهدف الأهم، حيث ينطلق من الأسس السياسية التي قامت عليها الممكلة العربية السعودية والمتمثلة في خدمة الحرمين الشريفين والتي تمتلك مكانة مميزة في السياق السياسي السعودية، فخادم الحرمين الشريفين هو لقب ارتبط بملوك السعودية، ولذلك تراكمت الخبرة السعودية في تحقيق الإنجازات ذات العلاقة بارتباط السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، وقد ساهم ذلك بشكل مباشر في منع وتقليل النتائج السلبية لمواسم الحج إلى درجة وصلت فيها النتائج السلبية إلى صفر في كثير من مواسم الحج. عندما نتساءل عن سر نجاح السعودية في إدارة الحج نجد أن المعطيات التي اعتمدتها السعودية خلال تاريخها الطويل في إدارة هذه المناسبة تقوم على منهجية عملية راسخة تعتمد الاستفادة من كل الدروس والأزمات التي تحدث، وهذا أدى إلى بناء منظومة مكتملة تتشكل تلقائيا مع كل موسم حج من جميع الجهات المعنية في السعودية، ولم تلجأ السعودية إلى تسمية سلطات للحج يناط بها وحدها إدارة الحج، لأن الفكرة التطبيقية المستخدمة في إدارة الحج في السعودية تقوم على أن الحج مهمة وطنية تستخدم التواصل والتكامل بين الجهات المعنية عبر تحديد المهام والأهداف وتجديدها بشكل مستمر. النظام الإداري الذي تستخدمة السعودية في إدراة الحج نظام مرن مفتوح في قنواته، فإدارة الحج في السعودية تسمح بالتجديد والتطوير من جميع الجهات المشاركة، والحقيقة أن أحد أهم العناصر الاستراتيجية في إدراة الحج في السعودية هي تحويلها إلى مهمة وطنية يشارك فيها الجميع دون استثناء، ولذلك لا يتوقف الإبداع من أجل التطوير والتحسين في إدارة الحج أبدا، ففي كل عام يتم تقديم خدمات أكثر تطورا من السابق، كما أن السعودية فتحت المجال لكل الأفكار الجديدة والتقنيات الحديثة التي يمكنها تسهيل أداء الحجاج لمناسكهم. عندما تكون مهمة خدمة الحجيج مهمة وطنية وهذا ما يحدث في السعودية فإن معايير التنفيذ والإنجاز تكون مختلفة بل استثنائية، فالمشهد الإعلامي في السعودية ينقل للعالم كل عام كيف يتزاحم وزراء الحكومة السعودية ومسؤوليها في متابعة مهام وزاراتهم وأجهزتهم من أجل إنجاح موسم الحج، العالم اليوم يدرك أن خدمة الإسلام والحرمين الشريفين مهمة سعودية خالصة يستحيل على أي من الدول منافستها فيها، فالاستراتيجية السعودية وما تضمنته رؤية المملكة 2030 تقوم على جعل موسم الحج ومواسم العمرة نموذج عالمي من حيث الخدمة والتسهيلات. الهدف الأسمى الذي تسعى السعودية إلى إنجازه عندما يتم الحديث عن موسم الحج لا يرتبط باستعراض الإمكانات بأنواعها، بل هو مهمة وطنية ارتبط بمكانة السعودية الإسلامية وحملها راية خدمة الحرمين الشريفين مقصد ملايين المسلمين حول العالم، والحقيقة أن جواب، لماذا تنجح السعودية دائما في إدارة مواسم الحج؟ مرتبط بالنوايا الصادقة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين من قيادة هذا الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى اليوم، واتخاذ القرارات الصارمة بأن خدمة الحرمين الشريفين مهمة وطنية يشارك فيها كل سعودي ويدفع من أجلها كل الموارد بلا استثناء ولا تردد أو تقصير.