عرفة.. طفل يُولد في أشرف الأيام بين ضجيج الدعاء ودموع الفرح في مخيم الحجاج

في مشهد استثنائي جمع بين القداسة والحياة والولادة، حينما أبصر النور أول مولود في يوم عرفة، داخل مخيم الحجاج التابع لمركز الخدمة الميدانية (806)، حيث رزقت حاجة أوا سبغو، من جمهورية توغو في نهاية العقد الثالث من عمرها، بطفلها في وقت حظي بشرف الزمان والمكان.
كانت الحاجة الحامل في شهرها السابع قد بدأت تشعر بآلام المخاض خلال وقوفها بمشعر عرفات، في أشرف أيام الدنيا، وبينما كانت الأيدي مرفوعة إلى السماء تلج بالدعاء، كانت الحياة تولد من رحم المشقة، تحت لطف الله ورعايته ورحمته، ثم بتدخل سريع ومحترف من الطاقم الطبي التابع للمخيم.
فتحت أبواب الخيمة الطبية، واستدعي الطبيب، وبدأت القلوب تخفق، ليست لحظة طوارئ عادية، بل لحظة ولادة في يوم لا ينسى، وبعناية طبية انسانية، ولد الطفل الذي اطلق عليه والديه اسم "عرفة" وسط دعوات وسعادة الحجاج الذين شهدوا اللحظة.
لم يكن اسم الطفل صدفة، بل تيمنا بشرف الزمان والمكان، والمشهد المهيب الذي لج بالدعاء والتضرع، الذي صار شاهدا على أول أنفاسه في الحياة.
لمزيد من الطمأنينة على صحة المولود ووالدته، اكد رئيس مركز الخدمة الميدانية 806، الأستاذ نعمان دمنهوري، تم التواصل مع فرق الهلال الاحمر السعودي، وتم نقل الحاجة والمولود إلى مستشفى جبل الرحمة، وبعد الاطمئنان على صحتهم تم إعادة الحاجة وهي بصحة جيدة إلى المخيم لاستكمال رحلة الحج، و عبر دمنهوري عن فرحته قائلا: " هذا الميلاد فرحة وتجل حي لفضل الله ورحمته في أحب أيامه، وانقاذ المولود ووالدته وسام فخر لكل من ساهم في هذه اللحظة الإنسانية"، مشيرا إلى أن الحاجة تم تخصيص مكان داخل مخيم الاخصائيات، حتى يولوها العناية والرعاية التي تحتاجها.
غمرت السعادة حجاج دولة توغو، الذين وجدوا في هذا الحدث مصدر فرح وروحانية مضاعفة، فالمكان هو عرفة، والزمان يوم عرفة، والطفل "عرفة ولادة مباركة في حضرة السعادة والدعاء، معربين عن امتنانهم لحكومة المملكة والخدمات الانسانية والرعاية الطبية التي يحظى بها حجاج بيت الله الحرام.