دعمًا للجهود الأمنية العظيمة، الساعية إلى ضمان سلامة وأمن حجاج بيت الله الحرام، وللحملة الأمنية سامية الأهداف النبيلة التي تقودها وزارة الداخلية تحت شعار "لا حج بلا تصريح"، وجّه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، كلمة توجيهية إلى المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، شدّد فيها على ضرورة الالتزام التام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، وفي مقدمتها الحصول على التصريح الرسمي لأداء المناسك، مؤكدًا سماحته على أن أداء الحج دون تصريح يُعدّ مخالفة شرعية جسيمة، لما فيه من تجاوز للنظام وتعدٍّ على المصلحة العامة، محذرا من أن "مخالفة التعليمات الصادرة من الجهات المعنية للحج تُعدّ مخالفة صريحة لأوامر ولي الأمر -حفظه الله- ومنافية للشرع المطهر". وأضاف سماحته: "من يُقدم على أداء الحج دون تصريح فإنه يتحمل إثمًا شرعيًا، لما في ذلك من إضرار بالنظام العام وإخلال بالمقاصد الشرعية التي تحرص على حفظ النظام ومنع الفوضى، وتحقيق مصالح العباد"، ورغم التحذيرات الأمنية التي أطلقتها الجهات الأمنية المعنية بأمن الحج، وأيضًا الفتاوى الشريعة المؤيدة بعدم جواز الحج بلا تصريح، إلا أنه وللأسف الشديد، لا تزال هناك فئة من الناس خارجة على القانون، تستمر في مخالفتها للأنظمة وللتعليمات الأمنية، سعيًا لجمع المال حتى وإن كان بطرق غير شرعية وغير نظامية مخالفة للأنظمة المرعية. لعله من المهم الإشارة إلى أن قوات أمن الحج تقف بالمرصاد في وجه المخالفين لأنظمة الحج، ولن ينجو بعملتهم وسينالون العقاب المنصوص عليه نظاميًا، وهذا ما تم التأكيد عليه خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج لهذا العام، حيث تمت الإشارة إلى أن الأمن العام السعودي، تَمكن من خلال توظيف القدرات البشرية الأمنية المؤهلة، إضافة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والدرونز من أجل خدمة الخطط الأمنية، التي ضبطت خلال الفترة الماضية (252) حملة حج وهمية و(1239) ناقلًا مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج وإعادة (109,632) مركبة مخالفة وإعادة (269,678) مقيمًا من غير المقيمين بمكةالمكرمة و(75,943) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج (الحج بلا تصريح) و(11,610) مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، بينما بلغ حاملو تأشيرات الزيارة (205,713). وقد أكدت الجهات الأمنية على أن من يضبط مؤديًا أو محاولًا أداء الحج دون تصريح، أو من يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (20000) ريال. كما أن من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وكل من يقوم بنقل حاملي تأشيرات الزيارة، أو يحاول نقلهم بهدف إيصالهم إلى مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك من يقوم أو يحاول إيواء حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة في أي مكان مخصص للسكن -الفنادق، والشقق، والسكن الخاص، ودور الإيواء، ومواقع إسكان الحجاج، وغيرها-، أو التستر عليهم، أو تقديم أي مساعدة لهم تؤدي إلى بقائهم في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (100000) ريال، وتتعدد الغرامات بتعدد الأشخاص المخالفين، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم ومنعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات. وبدورها حذّرت وزارة الحج والعمرة من عمليات النصب والاحتيال والترويج لها من خلال إعلانات حملات حج وهمية ومضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتوفير سكن ونقل للحجاج داخل المشاعر المقدسة، والإبلاغ عمن يخالف ذلك بالاتصال بالرقمين (911) في مناطق مكةالمكرمة والرياض والشرقية و(999) في بقية مناطق المملكة أو التقدم ببلاغ للسلطات في الدول كافة عن أي إعلانات وهمية ومضللة. كما وتم التنبيه من الانسياق خلف عمليات النصب والاحتيال التي يتم الترويج لها عبر إعلانات حملات حج وهمية ومضللة، التي تتضمن توفير سكن ونقل للحجاج داخل المشاعر المقدسة، وأداء فريضة الحج عن الآخرين، وتأمين الأضاحي لضيوف الرحمن وتوزيعها، وبيع أساور حج. ويأتي تأكيد وزارة الحج والعمرة على وجوب حصول الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام 1446 على تصريح حج عبر منصة «نسك» بالتكامل التقني مع المنصة الرقمية الموحدة لإصدار تصاريح الحج (منصة تصريح)، والالتزام بالأنظمة والتعليمات من أجل المحافظة على سلامة ضيوف الرحمن وأداء حجهم بيسر وطمأنينة، وهو ما يستوجب من شركات ومؤسسات الحج والعمرة في الداخل والخارج التعاون مع الوزارة والجهات المعنية من أجل الوصول إلى حج آمن يمكِّن الحجاج من أداء نسكهم بيسر وسهولة، بدءاً من وصولهم إلى المملكة حتى عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين. ختامًا، لا يسعني إلا أن أشيد بالجهود العظيمة والمخلصة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، بجميع أجهزتها الأمنية والمدنية، في كل موسم حج، لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، مؤكدًا على أن السلطات الأمنية المعنية بأمن وسلامة الحج والحجاج، لن تتهاون مع أي محاولة تهدف إلى الإخلال بذلك تحت أي ذريعة كانت، ومن يُصرّ على ذلك سيُعرض نفسه للعقوبات النظامية الصارمة في حقه.