في اليوم ال 78 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دموية غربي مدينة رفح، حيث فتحت آلياتها نيرانها على شبان فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز توزيع أميركي يشرف عليه الاحتلال، ما أدى إلى ارتقاء 27 فلسطينيًا وإصابة العشرات. وأفادت وزارة الصحة في غزة أنه تم إجلاء أكثر من 200 إصابة من مكان الاستهداف. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الاحتلال حوّل آلية توزيع المساعدات إلى أداة ضمن منظومة الإبادة الجماعية بحق المدنيين، بعد أن استهدف نقطة توزيع غرب رفح تُدار بالتعاون مع شركة أميركية. وفي خان يونس، ارتقى طفلان إثر قصف استهدف ديوانًا كان يأوي عائلات نازحة في المدينة. كما استُهدفت شقة سكنية قرب ديوان عائلة النجار في منطقة البلد وسط المدينة، ما أدى إلى ارتقاء فلسطيني وإصابة آخرين، بحسب مصادر طبية في مستشفى ناصر. كما ارتقى ثلاثة فلسطينيين في قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي شمال غرب خان يونس،وتواصل القصف المدفعي على منطقة البطن السمين جنوبالمدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار. إلى ذلك، استهدفت قوات الاحتلال خيام نازحين في منطقة أصداء غرب خان يونس، ما أسفر عن وقوع شهداء وإصابات. وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين، بينما ارتقى الأسير المحرر حمادة الديراوي فجر أمس، بعد استهداف خيام النازحين في المخيم السويسري بالمدينة. كما استهدف القصف الإسرائيلي منطقة البركة في دير البلح، وأسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابات في صفوف المدنيين. شمالًا، تواصل القصف المدفعي على منطقة التوام ومحيط الصفطاوي شمال قطاع غزة، وتركز القصف في مناطق نزوح ومحيط منازل الفلسطينيين وخيامهم. في هذا السياق، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد، وأن كثيرًا منهم يواجه خطر المجاعة. ودعا البرنامج إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الغذائية وتوزيعها بسرعة، مؤكدًا أن انعدام الأمن والاضطرابات سيظلان خطرًا حقيقيًا ما لم تتم الاستجابة الإنسانية العاجلة. من جهته أعلن "المكتب الإعلامي الحكومي" في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يُحوّل مراكز توزيع "المساعدات الأميركية - الإسرائيلية" إلى مصائد موت جماعي وأفخاخ دموية، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا المُجوَّعين إلى 102 شهيداً و490 مصاباً خلال 8 أيام فقط. وقال "الإعلامي الحكومي" في تصريح صحفي،إن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة قرب مركز "المساعدات الأميركي – الإسرائيلي" في محافظة رفح، أسفرت عن استشهاد 27 مدنياً مُجوّعاً، وإصابة أكثر من 90 آخرين بجراح متفاوتة. وأشار إلى ارتفاع حصيلة ضحايا هذه "المراكز" منذ الشروع في تشغيلها في مناطق رفح وجسر وادي غزة بتاريخ 27 مايو 2025، في إطار مشروع مشبوه يُدار بإشراف الاحتلال الإسرائيلي ويُروّج له تحت مسمى "الاستجابة الإنسانية"، بينما يُمارَس فيه القتل على الملأ وعلى الهواء مباشرة وتُرتكب فيه جرائم إبادة جماعية ممنهجة. وشدد على أن ما يُسمى بمراكز توزيع "المساعدات"، والتي تقام في مناطق حمراء مكشوفة وخطيرة وخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، تحوّلت إلى مصائد دم جماعية، يُستدرج إليها المدنيون المُجوَّعون بفعل المجاعة الخانقة والحصار المشدد، ثم يتم إطلاق النار عليهم عمداً وبدم بارد، في مشهد يختصر خُبث المشروع ويُعري أهدافه الحقيقية. وأوضح أن هذه النقاط لا تخضع لأي إشراف إنساني مستقل، بل تُدار أمنياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي وشركة أمنية أميركية، ما يجعلها نقاط قتل تحت غطاء إنساني زائف، ويُصنّفها القانون الدولي كمواقع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأدان بأشد العبارات ارتكاب هذه المجازر بحق المُجوَّعين المدنيين، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المستمرة التي تُنفذ تحت مظلة "المساعدات"، كما حمل الإدارة الأميركية الداعمة سياسياً وميدانياً لهذا المشروع الدموي، المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء كسلاح في حرب الإبادة الجارية على غزة. وأكد أن تكرار المجازر في مراكز التوزيع يومياً، وفي وضح النهار، وبأرقام صادمة من الشهداء والمصابين، يكشف للعالم أن ما يجري هو استخدام متعمد للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي، وهو ما يرقى لجريمة إبادة بموجب المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948. قصف متواصل لخيام النازحين الاحتلال يتعمّد خنق المنظومة الصحية قالت وزارة الصحة بغزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد تقويض وخنق المنظومة الصحية من خلال عمليات الإخلاء للمناطق التي تتواجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية. وأكدت وزارة الصحة في بيان صحفي أمس، أن الإخلاءات الأخيرة في محافظة خانيونس تُشكّل تهديدًا مباشرًا قد يؤدي إلى إخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، وهو ما ينذر بكارثة صحية وشيكة. ويُعد مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد في جنوب قطاع غزة الذي يقدّم خدمات طبية تخصصية، ما يجعل توقفه المحتمل تهديداً حقيقياً لحياة مئات المرضى. وأشارت الوزارة إلى أن عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، بالإضافة إلى الأطفال في أقسام الحضانة، يواجهون موتاً محققاً في حال خروج المجمع عن الخدمة. ويُشار إلى أن جيش الاحتلال دمر 85 % من الخدمة الصحية في قطاع غزة، ما تسبب بفقدان السيطرة في القطاع الطبي، حيث أصبح التعامل مع المصابين محدوداً للغاية. ومنذ 2 مارس الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية. هدم مساكن قرية العراقيب هدمت آليات وجرافات الاحتلال، صباح أمس، مساكن وخيام أهالي قرية "العراقيب" مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب جنوبفلسطينالمحتلة عام 48 للمرة ال 241 على التوالي. وذكرت مصادر محلية فلسطينية في النقب، أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والوحدات التابعة لها، اقتحمت القرية وهدمت خيام سكانها. وهذه المرة السابعة التي تهدم فيها سلطات الاحتلال الخيام والمساكن المتواضعة التي تؤوي أهالي "العراقيب" منذ مطلع العام الجاري 2025 ولغاية اليوم، بعد أن هدمتها 11 مرة في العام 2024، و 11 مرة في العام 2023، و15 مرة في العام 2022، و 14 مرة في العام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم. وكانت المرة الأولى التي هدم فيها الاحتلال "العراقيب" في يوم 27 يوليو 2010، وهدمتها في المرة السابقة يوم 7 مايو 2025. وبعد كل عملية هدم، يعيد سكان القرية بناء خيامهم من جديد، والمكونة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من البرد القارس في الشتاء والحر الشديد في الصيف، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم. ويؤكد أهالي "العراقيب" أن ممارسات السلطات الإسرائيلية واستمرارها بهدم مساكن أهالي القرية، "لن تثنيهم عن البقاء والصمود على أرضهم". وتبقى في قرية العراقيب 22 عائلة، عدد أفرادها نحو 86 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية. وتمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط سلطات الاحتلال من إثبات حقهم بملكية ألف و250 دونم أرض من أصل آلاف الدونمات. استهداف المدارس في غزة نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر مطلعة على الخطط العسكرية الإسرائيلية أن الغارات الجوية المتكررة على مدارس في قطاع غزة، والتي تستخدم كملاجئ للنازحين، تأتي ضمن إستراتيجية عسكرية متعمدة وضعها جيش الاحتلال، حدد من خلالها عدداً من المدارس كأهداف مباشرة للهجمات. ووفق الصحيفة، فقد خفّف جيش الاحتلال الإسرائيلي القيود المفروضة على تنفيذ هجمات داخل مواقع تضم أعداداً كبيرة من المدنيين، ما يفسر تكثيف الهجمات على منشآت مدنية، بينها مدارس ومستشفيات ومرافق بلدية. وبحسب مصادر عسكرية تحدثت للغارديان، فإن مدرسة العائشية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والتي كانت تؤوي نازحين، كانت واحدة من سلسلة أهداف حُددت خلال الأسابيع الماضية. كما حددت أربع مدارس أخرى في شمال القطاع، تحديدًا في محيط مخيم جباليا، كأهداف محتملة، وهي مدارس: حلاوة، الرفاعي، نسيبة، وحليمة السعدية. وتشير التقارير إلى أن مدرستين من هذه المدارس تعرضتا لأضرار سابقة نتيجة غارات جوية. الصحيفة كشفت أن جيش الاحتلال قصف، خلال الأشهر الأخيرة، ما لا يقل عن ست مدارس في غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 120 فلسطينيًا، في إطار حملة استهداف منظمة تستهدف منشآت مدنية تضم نازحين. وتطرقت الغارديان بالتفصيل إلى مجزرة حي الدرج في 25 مايو الماضي، حين قصفت طائرات الاحتلال مدرسة فهمي الجرجاوي، التي كانت تؤوي عشرات العائلات النازحة، ما أدى إلى استشهاد 54 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم كانوا نائمين لحظة القصف. وأشارت الصحيفة إلى أن جثث الضحايا المحترقة، بينهم أطفال، انتُشلت من فصول دراسية اشتعلت فيها النيران عقب الغارة. وأكدت الصحيفة، نقلًا عن ثلاثة مصادر عسكرية إسرائيلية، أن الجيش صنّف في الشهرين الأخيرين مدارس ومستشفيات ومبانٍ مدنية أخرى كمواقع استهداف محتملة، وأضافت المصادر أن الغارات كانت تُنفّذ أحيانًا مع معرفة مسبقة بوجود مدنيين في الموقع. وأشارت الغارديان إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار سياسة موسعة يتبعها الاحتلال، تقوم على دمج الأهداف المدنية ضمن بنك الأهداف العسكرية، بما يعكس تجاهلًا متعمدًا لأرواح المدنيين، ويكرّس سياسة استخدام القوة غير المتكافئة. وتُضاف هذه المجازر إلى سلسلة الجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بدعم أميركي مباشر، في حرب إبادة جماعية خلّفت حتى الآن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يُستهدفون في كل موقع يلجؤون إليه. إسرائيل تطلق النار على نقطة تسليم المساعدات الغذائية اقتحام الضفة الغزاويون يتجهون إلى نقاط توزيع المساعدات القطاع الصحي ينهار