قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الاثنين: إن هناك حاجة إلى "مزيد من الشفافية" حول برنامج إيران النووي، مؤكدا أنه في ما يخص النشاطات النووية "الثقة ليست كافية" ويجب أن يتوافر "عنصر التحقق". وأكد غروسي في مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي دعم وكالة الطاقة الذرية للمفاوضات الإيرانية - الأميركية، مشيرا إلى أهمية الحوار المستمر "وتنامي دائرة النوايا الحسنة". والتقى غروسي في القاهرة كذلك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كما عقد اجتماعا ثلاثيا مع عبدالعاطي ونظيره الإيراني عباس عراقجي. ويأتي لقاء عراقجي وغروسي وعبدالعاطي غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت فيه بتسريع إيران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة القريبة من مستوى 90 % المطلوب للاستخدام العسكري. من جهته، أكد عبدالعاطي في المؤتمر الصحافي "الأهمية البالغة للتوصل إلى حل سلمي لأن التصعيد العسكري لا يخدم أهداف الاستقرار في المنطقة ولا يخدم شعوب المنطقة" مشيرا إلى أن "المنطقة يكفي ما بها من أزمات وتحديات أمنية". وقال عبدالعاطي: "نحن نرفض تماما أي تصعيد وأي تحريض على الخيار العسكري، تجنبا للدخول في حالة من الفوضى لن ينجو منها أحد". ويتزامن تقرير الوكالة مع مفاوضات إيرانية - أميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، بوساطة عُمانية، بعدما كانت واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وحضت إيرانالولاياتالمتحدة الاثنين على تقديم "ضمانات" بشأن رفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد، عقب اقتراح أميركي بشأن اتفاق نووي محتمل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران، "نريد ضمانات بشأن رفع العقوبات"، مضيفا "حتى الآن، لم يرغب الطرف الأميركي في توضيح هذه المسألة". ويقوم عراقجي بزيارة لمصر ولبنان الاثنين لإجراء مشاورات بشأن "القضايا والتطورات الإقليمية" ومنها الحرب في غزة وأزمتا ليبيا والسودان، بحسب الوكالة الإيرانية. ووفقا لتقرير وكالة الطاقة الذرية الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، باتت كمية اليورانيوم المخصب الإجمالية تتجاوز 45 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق المبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وتبلغ 9247,6 كيلو غراما. وأشار تقرير الوكالة إلى أن هذه الكمية من اليورانيوم المخصب "تثير مخاوف كبرى". ورفضت طهران نتائج التقرير واتهمت في بيان الوكالة الذرية ب"الاستناد إلى مصادر معلومات مضللة وتفتقر إلى الصدقية قدمها النظام الصهيوني". وتتهم دول غربية وإسرائيل، إيران بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية، مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وحذر عراقجي من أن بلاده سترد إذا "استغلت" الدول الأوروبية التقرير لأهداف "سياسية". ودعا عراقجي غروسي في مكالمة هاتفية الأحد إلى عدم إتاحة الفرصة "لبعض الأطراف" لإساءة استخدام التقرير "لتحقيق أهدافها السياسية" ضد إيران، وفقا لبيان للخارجية الإيرانية، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدما حذرت الدول الثلاث من أنها قد تعيد فرض العقوبات إذا هدد برنامج إيران النووي أمن القارة. ومن المقرر أن يراجع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاط إيران النووي في اجتماعه المقرر عقده في فيينا في التاسع من يونيو.