نائب أمير الشرقية يهنئ القيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الذهب يستقر مع ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية    الولايات المتحدة تستخدم «الفيتو» ضدّ مشروع وقف إطلاق النار في غزة    ترامب يؤكد أنه طلب من "المجنون" ماسك ترك منصبه    ترمب ل بوتين: لم نكن على علم مسبق بالهجوم الأوكراني    رينارد: الأخضر سيتأهل للمونديال حتى لو من "النافذة"    الحاج في أعيننا ومن يخالف في قبضتنا 2-2    الركن الأعظم    وأذن في الناس بالحج    416 عملية فحص على المركبات كل ساعة في موسم الحج    القيادة تهنئ ملك الدنمارك    صندوق الاستثمارات العامة شريكا للنسخة الجديدة من كأس العالم للأندية    نائب أمير مكة يقف على الخدمات المقدمة للحجاج في مشعر عرفات    الذكاء الاصطناعي عنوان القطاعات الأمنية والصحية لحج هذا العام    الصلاة على الشيخ عبدالله بن سالم الوهابي عصر الأحد القادم في الرياض    استعدادًا لعيد الأضحى.. توزيع 1000 كرتون ماء على مرتادي الجوامع والمساجد في بيش    .. وجولات رقابية على أسواق النَّفع العام في نجران    وزير الإعلام يُدشّن منصة الصور السعودية للعالم    حلويات العيد.. لمسة فرح تملأ أسواق «الشمالية»    الهلال يقدم عرضاً رسمياً لنابولي لحسم صفقة أوسيمين    حجاج ذوي الشهداء والمصابين يقفون على صعيد عرفات    «الصحة» : انخفاض بنسبة 90% في حالات الإجهاد الحراري    أمير منطقة جازان ونائبه يؤديان غدًا صلاة عيد الأضحى ويستقبلان المهنئين    الحج والعمرة تعلن نجاح خطة التفويج إلى عرفات وسط انسيابية مرورية وعمليات تشغيل متكاملة    وزير الإعلام يشيد بجهود الكشافة في خدمة ضيوف الرحمن    أمانة القصيم تزين الشوارع بالأعلام والمجسمات وتستعد لعيد الأضحى بأجواء احتفالية    بلدية عنيزة تعزز أعمالها الميدانية مع قرب حلول عيد الأضحى    نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.. ولي العهد يصل منى ليشرف على راحة حجاج بيت الله الحرام    وزير الرياضة يزور مرافق وأكاديمية وملاعب السيدات في نادي القادسية    الهلال يبدأ حقبة انزاغي    ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين: يوم عرفة لحظة خالدة وشاهدًا على عناية المملكة بضيوف الرحمن    الصحة: رصد حالات إجهاد حراري في يوم عرفة وتحذر من التعرض للشمس حتى ال 4 عصرًا    53% من أراضي أوروبا وحوض المتوسط طالها الجفاف في مايو الماضي    الحجاج يتوافدون على عرفات لأداء الركن الأعظم    عبدالعزيز بن سعود يقف على جاهزية قوات الطوارئ الخاصة المشاركة في موسم الحج    الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة    عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية والعسكرية للقطاعات المشاركة في مهمة حج هذا العام    ذوي الشهداء والمصابين من القوات المسلحة اليمنية يصلون إلى المشاعر المقدسة    مجزرة جديدة في غزة.. 12 قتيلاً في غارة إسرائيلية على خيام نازحين    إخلاء جوي لحالة طارئة في مشعر عرفات    مجلس الفيفا يعدل قانون ركلات الجزاء    «البرية» تنظم الحشود في المواقع الحيوية    إطلاق مركز لتشغيل أنظمة البنية التحتية بالحرمين    "اعتدال": الوئام الوطني درع ضد التطرف وخطابه الهدام    من مكة المكرمة.. وزير الإعلام يُدشّن منصة الصور السعودية للعالم    أعمال ميدانية لتأمين بيئة خدمية متكاملة في عرفة    اطلع على آلية عمل "مركز العمليات".. وزير الإعلام يدشن منصة الصور السعودية للعالم    خياران على الطاولة.. تشريعيون أمريكيون: واشنطن تقترب من تصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية    عناية خاصة بضيوف الرحمن في منى.. «يوم التروية».. أجواء روحانية وتنظيم متكامل    أكد مواصلة التخصيب.. خامنئي يرفض المقترح النووي الأمريكي    ملاحقة أطباء مزيفين يقدمون وصفات طبية    علاج جديد قد ينهي معاناة الصلع    لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن والعمل على راحتهم.. إسعاف ذكي يلاحق السكتات الدماغية في المشاعر المقدسة    وزير الداخلية يقف على جاهزية الجهات المشاركة في حج هذا العام لاستقبال حجاج بيت الله الحرام بعرفات    حلل يصف الحج شعراً بثلوثية الحميد    فحوصات طبية وحقيبة الحاج من جمعية السكر في "أنورت" و "يسر وطمأنينة"    من القلب إلى مكة… وطن يخدم بأمانة    حين تُدار الفريضة بعقل الدولة وروح الإيمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية.. هيبة القيادة وقوة التأثير في العالم والشرق الأوسط
نشر في الرياض يوم 18 - 05 - 2025

زيارة ترمب للمملكة لا تعكس حاجة السعودية إلى بناء توازناتها الاستراتيجية بالعالم؛ بل تعكس حجم الموثوقية التي تمتلكها المملكة من قبل أكبر دولة في العالم، أميركا نظريًا وعمليًا ما زالت الدولة الأهم في العالم، وترسيخ العلاقات معها قيمة سياسية مؤكدة لدى جميع دول العالم، ولذلك فإن المكانة السعودية يمكن اكتشافها من خلال الكيفية التي تتعامل بها أميركا مع السعودية من حيث التفضيل والاهتمام السياسي الاقتصادي..
زيارة ترمب إلى السعودية وبعض دول الخليج هي محور التأثير في صورة الشرق الأوسط التي تغيرت بلا شك بعد زيارة ترمب إلى المنطقة، فالدول الخليجية نجحت في تجديد علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد سنوات من الجمود خلال الإدارة الأميركية السابقة، والمسار الاستراتيجي الذي عنون هذا الزيارة هو تحول نظرية الأمن مقابل النفط إلى نظرية تعتمد الشراكات القوية العميقة والاستثمارات الثنائية والرؤى المشتركة، بمعنى دقيق العلاقة بين أميركا والخليج تدخل مرحلة من اتجاهين من حيث تبادل المصالح، فالعنوان الواضح أن المنطقة أصبحت تأخذ بقدر ما تعطي وهذه طبيعة سياسية تنشأ عندما يكون التكافؤ في المصالح هو العنوان الرئيس.
في السياق التاريخي للعلاقة الخليجة الأميركية تبرز حقيقية واحدة تتمثل في تأثير هذه الدول وخاصة السعودية في عظمة أميركا خلال العقود الخمسة الماضية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، فالنفط الخليجي كان هو الأداة الأكثر تأثيرا في ترقّي أميركا إلى السيادة العالمية، ولذلك فإن ترمب الذي يتخذ من شعار (جعل أميركا عظيمة مرة أخرى) يدرك أن دول الخليج والشرق الأوسط هي ما يريد من أجل نجاح فلسفته لجعل أميركا عظيمة، ولكن هو أيضا يدرك أن شروط ومعايير المعادلة السياسية في المنطقة قد تغيرت، فدول المنطقة أصبحت أكثر وعياً في تحقيق مصالحها خاصة مع التحولات الدولية في جميع المجالات، وخاصة التقنية والذكاء الاصطناعي الذي أصبح يمتلك الأسرار المستقبلية لهذا الكون بأكمله.
أميركا أدركت أن فرص الشرق الأوسط للتحول الحضاري متاحة أكثر من أي وقت مضى، فالسعودية هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي عملت على بناء مشروعها الاستراتيجي المتمثل في رؤية 2030 والتزمت به بشكل أبهر الجميع، فما تحقق خلال السنوات الماضية منذ انطلاق الرؤية يؤكد أن السعودية تذهب نحو بناء مشروعها التحولي وهي جادة في تحقيق إنجاز حقيقي على أرض الواقع، لذلك فالنموذج التحولي السعودي هو الأكثر تأثيراً في المنطقة سياسيا واقتصاديا.
السعودية استطاعت أن تصمم استراتيجيتها السياسية والاقتصادية بعناية شديدة، حيث أسهمت هذه الكفاءة السعودية في جذب أعين العالم نحو السعودية، التي اختارها ترمب لتكون محطته الأولى في ولايته الثانية، فالسعودية، وهي المثال الأكثر تأثيرا في الخليج والشرق الأوسط، استطاعت أن ترسخ مواقفها الرسمية من القضايا العربية والشرق أوسطية وتعمل على التأثير المباشر في سياسات أعظم دولة في العالم، عبر رسم مسار للشراكة الأمنية والاقتصادية مع المنطقة وهي شراكة لا تستطيع أميركا تجاهلها بل لا تستطيع العيش بدونها.
زيارة ترمب للمملكة لا تعكس حاجة السعودية إلى بناء توازناتها الاستراتيجية بالعالم؛ بل تعكس حجم الموثوقية التي تمتلكها السعودية من قبل أكبر دولة في العالم، أميركا نظريا وعمليا ما زالت الدولة الأهم في العالم، وترسيخ العلاقات معها قيمة سياسية مؤكدة لدى جميع دول العالم، ولذلك فإن المكانة السعودية يمكن اكتشافها من خلال الكيفية التي تتعامل بها أميركا مع السعودية من حيث التفضيل والاهتمام السياسي الاقتصادي.
زيارة ترمب للمنطقة أثبتت أن أميركا أصبحت تفكر بطريقة مختلفة فيما يخص المنطقة وخاصة عندما شاهدنا ترمب يتناول مصطلحات مهمة مرتبطة بالكيفية التي يجب أن تقرر بها دول المنطقة مصيرها، والكيفية التي يجب أن تُحترم بها دول المنطقة فيما يخص ثقافتها ونموذجها الاجتماعي، لقد تمكنت القيادة السعودية التي مثلها سمو ولي العهد من النجاح في إدارة هذه الزيارة، ففن الصفقة السياسية التي أدارها سمو ولي العهد كان أكبر بعشرات المرات من الصفقات الاقتصادية التي ربحت بها السعودية مكانة دولية، وخاصة قضية توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المسؤولة عن مستقبل العالم.
كما أن هذه الزيارة تجاوزت المعتاد، فلم تكن صراعات المنطقة هي العنوان الذي حمله ترمب، بل كان العكس؛ فقد اقتنص سمو ولي العهد بقوة التأثير خلاصاً سياسيا للشقيقة سورية عندما استطاع تمرير صفقة رفع العقوبات في توقيت تاريخي، حيث يستطيع ترمب حاليا استثمار الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي لجعل قراره في رفع العقوبات واقعا فعليا، دول الشرق الأوسط ودول الخليج وشعوب المنطقة بأكملها لا بد أن تنظر إلى هذه الزيارة من منظار مختلف عن السابق، فهذه الزيارة التي جعلت السعودية محطتها الأولى تثبت هيبة القيادة السعودية وقوة تأثيرها عالميا وإقليميا، والدليل المؤكد على هذه المكانة للسعودية هو تفرد سمو ولي العهد تاريخياً بين قادة الشرق الأوسط؛ حيث استطاع أن يمارس دورا سياسيا كانت نتيجته تغيير موقف أميركا من سورية، وهذا التأثير لم يستطع أي قائد عربي تحقيقه بهذه الطريقة فيما يخص صراعات الشرق الأوسط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.