أطلقت هيئة التراث فعالية "المكتشف الصغير" في نسختها الثانية، مستهدفة الأطفال والشباب لتعريفهم بأهمية علم الآثار وترسيخ مفاهيم المحافظة على التراث الوطني، وتقام الفعالية في منطقة جدة التاريخية يوم غدٍ الثلاثاء "6 حتى 10 مايو" 2025، حيث تقدم تجربة تعليمية تفاعلية تشجع على الاكتشاف والمعرفة من خلال أنشطة ميدانية ومحاكاة لأعمال التنقيب الأثري، كما تركز الفعالية على تقديم تجربة تعليمية وتفاعلية مميزة للأطفال، تسلط الضوء على مفاهيم علم الآثار، وتبرز أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية والاهتمام بها، وذلك من خلال أنشطة مصممة بعناية تمزج بين الترفيه والمعرفة، وتشمل الفعالية عدة محطات رئيسية منها، أكاديمية المكتشف الصغير، ومحاكاة التنقيب، وحكاية المكتشف الصغير، ومحترف الآثار، والعب وتعلم، وتذكار من تراثنا، تهدف كل محطة إلى إثراء معرفة الطفل وتقديم التراث بطريقة مبسطة ومحببة، كما تعرف الفعالية الأطفال على علم الآثار وطرق التعامل مع القطع الأثرية، وتمنحهم فرصة للتفاعل المباشر مع مفاهيم مثل المسح الأثري والتنقيب، مما يعزز فهمهم العميق لهذا المجال العلمي المهم، كما تسعى إلى ترسيخ المعلومات حول المواقع والمكتشفات الأثرية في المملكة، بما يساهم في بناء جيل واعٍ بقيمة تراث بلاده، وقادر على الإسهام في حفظه مستقبلاً، وتأتي هذه المبادرة في سياق جهود هيئة التراث لربط الأجيال الصاعدة بإرث المملكة الغني، وإشراكهم في رؤية وطنية تهدف إلى جعل التراث جزءاً حيًا من حياة المجتمع، وتعكس الفعالية اهتمام المملكة بتطوير أدوات التعليم غير التقليدي، وتعزيز الثقافة المتحفية والتجريبية التي تحفّز الفضول والاستكشاف لدى الأطفال، من خلال دمج التعليم باللعب، والأنشطة التفاعلية بالسرد القصصي، وتعد فعالية "المكتشف الصغير" نموذجًا مبتكرًا في إيصال الرسائل الثقافية والتاريخية بطريقة ممتعة وملهمة، وهي تؤكد على أن حماية التراث لا تبدأ فقط من السياسات أو المؤسسات، بل من الوعي المبكر الذي يُبنى في عقول الأطفال وقلوبهم، وبهذا المسار تسهم الهيئة في بناء قاعدة مجتمعية تضع التراث ضمن أولوياتها، وتعزز الانتماء والهوية الوطنية من خلال إعادة ربط الإنسان بجذوره الحضارية، حيث تشكل فعالية "المكتشف الصغير" خطوة محورية في توعية الأجيال القادمة بالتراث الوطني، وترسيخ مفهوم الحفاظ على الآثار من خلال التعليم والتفاعل المباشر، هي دعوة للمشاركة في رحلة استكشاف ماضية تُسهم في بناء مستقبل وطني مستدام، حيث يصبح التراث ليس فقط ذاكرة تاريخية، بل ركيزة أساسية في بناء هوية وطنية مشتركة.