أطلقت هيئة التراث فعاليات "المكتشف الصغير"، بمركز الراشد مول في مدينة جازان، التي تستهدف صغار السن من عمر 6 إلى 12 سنة؛ بهدف إعداد جيلٍ يعي أهمية الآثار، ويحميها ويحتفي بها، وإشراكهِ في عمليات التنقيب عن الآثار في المملكة. واستمتع الأطفال برحلة عبر الفعاليات التي تستمر ثلاثة أيام، مستمعين لشرحٍ وافٍ حول طرق الكشف عن الآثار واستخراجها وتوثيقها وترميمها، وحفظ المقتنيات الأثرية باستخدام أسس علمية مُبسّطة، ومصحوبة بوسائل امتاعٍ وتسلية، لبناء علاقة بين الطفل والآثار، وربطِه بتاريخه، وتنمية روح العمل الجماعي لدى الأطفال. وشاهد الأطفال عبر ركن "كان يا ما كان" مشهدًا تمثيليًا حول مفهوم علم الآثار، وأنه الوسيلة الوحيدة للكشف عن آثار الحضارات القديمة، والقيمة العظيمة لهذه الآثار، وإرثها الفريد والثمين، وتعزيز أهمية المواقع الأثرية بالمملكة، وكذلك ركن "النظارة التفاعلية" عبر نظارات الواقع الافتراضي حيث تعرض صورة ثلاثية الأبعاد لخريطة المملكة، ليتعرّف من خلالها الأطفال على المواقع الأثرية العشر المعروضة بالخريطة، وليتمكّنوا من معرفة أسماء هذه المواقع، وأماكن وجودها. وتعرف الأطفال في ركن "طبقات الأرض" على البنية الداخلية لطبقات أرض الموقع الأثري وتسلسُلِها، فيما أتاح ركن "محاكاة التنقيب" للأطفال تطبيقًا عمليًا للتنقيب الأثري في مواقع أثرية افتراضية، وهي عبارة عن مواقع صغيرة مُحاكية للمواقع الحقيقية المُوزَّعة بأنحاء المملكة، وترتكز فكرة المحاكاة على تعليم الأطفال كيفية الكشف عن الآثار، واستخراجها بالأدوات الحقلية المتخصصة، إلى جانب ركن "تسجيل الآثار"، حيث تعرف من خلاله الأطفال على صيانة وترميم اللُّقَى الأثرية، وطريقة نقلها وحفظها، باستخدام أسس علمية مُبسّطة، وأدوات مماثلة لتلك التي يستعملها عُلماء الآثار، وكذلك ركن "أشبع فضولك عن الآثار" ليتيح للطفل الاستفسار عن الاكتشافات الأثرية وأي معلومات أخرى، وتتم الإجابة عنها عن طريق مختص في الآثار، ومنها ينتقل الأطفال إلى ركن "اكتب اسمك بالخط المُسنَد" ليتعرّفوا على أن هناك خطوط كتابة أثرية استُخدمت في العصور القديمة، واكتُشفت بواسطة علم الآثار، وسيكون هناك منطقة التصوير لصنع ذكرى مميزة للأطفال. وتسعى الهيئة من خلال فعاليات "المكتشف الصغير" إلى إشراك الأطفال في الاهتمام بعلم الآثار، وتعريفهم بمواقع التراث الوطني، وذلك وفق أساليب تعليمية تتوافق مع فئاتهم العمرية؛ لصناعة جيل يعرف تراث وطنه، ومكانة بلاده التاريخية، وحضارتها الممتدة لآلاف السنين.