من يُصدق هذه النتائج المبهرة! التي لم تكن أفضل أحلامنا، لكنها اليوم واقعٌ حقيقي نلمسه جميعاً، إنها نتائج المستهدفات الطموحة لرؤية المملكة 2030، التي قبل سنة من انتهاء إطارها الزمني حققت تقدماً باهر النجاح ومثيراً للاهتمام. لا أزال أتذكر شخصياً قبل أكثر من عشر سنوات الاجتماعات في فندق الخزامى في عليا الرياض، حينما كانت الفِرق الحكومية تلتقي بعضها أول مرة! كانت أسلوباً جديداً على العمل الحكومي التقليدي، أن نعمل سوياً وليس كما كان يحدث أننا جزر منفصلة، أيام وأسابيع من النقاشات، مفاهيم جديدة ومؤشرات أداء، قادت إلى ملامح برنامج التحول الوطني، ثم بعدها رؤية المملكة 2030. سمو ولي العهد -حفظه الله- أدرك أننا بكل إمكاناتنا وسواعد شبابنا قادرون على أضعاف مضاعفة ما كنا نقوم به، رسم الرؤية وحدد الغاية، رفع المستهدفات وجعل طموحنا عنان السماء، أتذكر الأهداف الطموحة، والخوف من عدم القدرة ليس على تحقيقها، بل عدم القدرة الوصول إلى القرب منها، واليوم ماذا حدث؟ إنها قصة شعبٍ طموح، وقائدٍ مقدام، ها نحن في السنة التاسعة وبقي عام واحد فقط، وأغلب المستهدفات لم يتم تحقيقها؛ بل تجاوزت النتائج آمال أكثر المتفائلين! إنها إصرار شباب طويق وعزيمة شعب العزم. كم نحن فخورون بشبابنا الذين حولوا المستحيل إلى واقع نلمسه جميعاً، من السياحة إلى الرياضة، من الترفيه إلى الصناعات العسكرية، من المحميات الملكية إلى الأنشطة اللوجستية، من استثمارات صندوق الاستمارات العامة إلى مدينة نيوم، من طموح الدرعية إلى إبداع البحر الأحمر، من العلا على الخريطة الدولية إلى موسم الرياض، والقائمة تمتد ولا تنتهي. كم نحن فخورن بموقعنا السياسي، إذ أكدت المملكة موقعها القيادي، فهي قائد العالمين العربي والإسلامي، وهي قبلة ساسة العالم، والأكثر ثقة في جمع الفرقاء وتقريب وجهات النظر، نظراً لثقلها السياسي ومكانتها المقدرة. كم نحن محظوظون أننا نعيش هذا العصر الذهبي، هذا الاقتصاد المزدهر، الذي يتيح الفرصة للجميع، فقط شَمّر عن ساعديك واعمل، والنتائج لا يمكن تجاهلها من نشأة وبروز الشركات المتوسطة والصغيرة، التي عززت اقتصاد المملكة وعمقته، ناهيك عن النجاح في تقليل الاعتماد على النفط. وفتح الآفاق للمجالات الاقتصادية الجديدة. واجبنا اليوم جميعاً ليس فقط المحافظة على هذه المكتسبات، بل الاستمرار بمثل هذا الحماس والإصرار، لتحقيق مزيدٍ من النجاحات، واجبنا -أيضاً- المشاركة الفعالة على كافة المستويات، في المنزل والحي والعمل، إذ أن بلادنا المباركة بحاجة لسواعد وأفكار الشباب وغيرهم في كافة المجالات والتخصصات. حفظ الله بلادنا وقادتنا، وأطال الله في أعمارنا ونحن نشهد كل يوم مزيداً من التقدم والازدهار.. وبحول الله نحتفل قريباً بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2040 كما فعلنا اليوم.. اللهم آمين..