حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولي الاقتصاد في روسيا اليوم الخميس على الاستفادة من الفرص التي تنشأ في الاقتصاد العالمي نتيجة اضطرابات الأسواق وتصاعد الحروب التجارية. ولم تتضرر روسيا، التي تراجعت تجارتها مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل حاد بسبب العقوبات المفروضة عليها بعد حربها في أوكرانيا، من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دول كثيرة. وحقق الاقتصاد الروسي أداء أفضل مما كان متوقعا خلال السنوات الثلاث من الصراع على الرغم من العقوبات، لكن البلاد تستعد الآن لفترة طويلة من انخفاض أسعار النفط الذي يمثل سلعتها التصديرية الرئيسية وانخفاض عائدات الميزانية. وقال بوتين متحدثا لمسؤولين "الوضع الاقتصادي العالمي أصبح أكثر تعقيدا مع تعرض أسواق السلع الأساسية والأسواق المالية لتقلبات كبيرة بسبب تصاعد المنافسة العالمية". وأضاف "من الضروري ليس فقط رصد هذه العوامل والتنبؤ بتغيراتها، بل أيضا استغلال الفرص الناشئة لتطوير الإنتاج المحلي والعلاقات التجارية والصادرات لتعزيز الاقتصاد الوطني ككل". وهذا أول تعليق من بوتين بشأن الوضع الاقتصادي العالمي منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية الأمريكية. وأشاد بوتين، الذي انخرط في الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة سعيا لتحقيق السلام في أوكرانيا، بترامب وسياساته في مناسبات عديدة. ووفقا لوثيقة لوزارة الاقتصاد اطلعت عليها رويترز، خفضت روسيا توقعاتها لإيرادات صادرات النفط والغاز في الفترة 2027/2025، وهي مصدر رئيسي لتمويل ميزانية الدولة، بسبب ضعف أسعار النفط، وتتوقع انخفاض العائدات 15 بالمئة هذا العام. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي للبلاد إلى 2.5 بالمئة على الأقل هذا العام من 4.3 بالمئة في عام 2024، فيما وصفه بوتين بأنه "هبوط ناعم"، قائلا إنه جزء من خطة مكافحة التضخم، الذي لا يزال فوق 10 بالمئة. وحذر البنك المركزي الروسي هذا الشهر من أن أسعار النفط قد تظل أقل من المتوقع لعدة سنوات بسبب انخفاض الطلب العالمي.