يطرح العلم الحديث "الوراثة اللاجينية" سؤال مهماً كيف يرث الطفل خصائص غير مذكورة في سلاسل الDNA من الأم أو الأب؟، والمفاجأة أن الأب قد يورّث سلوكياته المكتسبة، مثل عادات الأكل السيئة، والنوبات النفسية المرضية مثل القلق والاكتئاب غير الوراثية، أي عندما يتعرض الأب لضغوطات نفسية خارجية تؤدي إلى نوبات قلق لا جينية، وقد ينتقل هذا إلى نسله. ويشير هذا العلم إلى الكيفية التي من الممكن أن تتكون بها سلوكيات الفرد، ويطرح تعقيدًا لعلم الاجتماع لدراسته تبعات مستقبلية محتملة ناتجة عن الحاضر، وقد تكشف العديد من الأبحاث البيولوجية مستقبلًا عددًا كبيرًا من الآليات اللاجينية التي تتحكم بماهية تكوين الفرد خارج نطاق سلاسل DNA والجينات الموروثة، فعندما تندمج التفاعلات اللاجينية مع الجينات والبيئة، فهي تتنقل بشكل لم يتم التعرف عليه إلى الطفل قبل الحمل به، ولا يغيّر هذا العلم تسلسل قواعد الحمض النووي، لكن يغيّر طريقة قراءة جسم الفرد لهذا التسلسل. وللأب دور قبل الحمل والإنجاب على صحة الطفل المستقبلي، فتشير الدراسات إلى تأثير نمط الحياة المتبع، لا سيما في الجانب الصحي، مثل التدخين والأمراض النفسية مثل القلق والأكل غير الصحي، فيمكن لتغذية الأب أن تغير التعبير الجيني، مما يؤثر على عملية الأيض، وتعد السمنة أبرز حالة توضيحية لهذا العلم حتى الآن، كما وجدت الدراسات التابعة لهذا العلم أن استهلاك الرجل لحمض الفوليك -أحد أفراد عائلة فيتامين ب- يُقلل من العيوب الخلقية للطفل.