السفير آل الشيخ: بعثات المملكة في الخارج تمثل الوجه الحقيقي لوطن رائد في مختلف المجالات

تشهد العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجورجيا تطوراً متنامياً، من خلال التعاون الدبلوماسي والسياسي، كما شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموًا ملحوظًا، ففي عام 2023م، بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجورجيا نحو 162 مليون ريال سعودي، حيث شكلت الصادرات السعودية 31 % من هذا الحجم، بينما مثلت الواردات الجورجية 69 %، وفي أكتوبر للعام الماضي 2024م نُظم ملتقى الأعمال السعودي الجورجي في العاصمة تبليسي، بمشاركة أكثر من 200 شركة من الجانبين، وشهد الملتقى توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات التجارية المهمة في قطاعات النقل، الطاقة، والسياحة، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، والتعاون الثقافي والسياحي.
وعلى الصعيد السياحي، شهدت جورجيا زيادة ملحوظة في عدد السياح السعوديين الذين زاروا جورجيا، والذي ساهم بتزايد أعداد المواطنين أنهم لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول جورجيا، ما سهل حركة السياحة لجورجيا، وبشكل عام، تعكس هذه التطورات التزام المملكة وجورجيا بتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين.
"الرياض" التقت سلمان بن عبدالرحمن آل الشيخ -سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جورجيا والسفير غير المقيم لدى أرمينيا-، الذي تحدث عن الجهود التي تقوم بها سفارتنا في جورجيا وتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين، وفيما يلي نص الحوار.
شراكة دولية
* تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على خلق علاقات مشتركة مع دول العالم من خلال السفارات السعودية في الخارج.
ما أبرز الجهود التي تقوم بها سفارتنا في جورجيا لتبيان الوجه المشرق للمملكة ؟
* تعمل سفارات المملكة وبكل تأكيد لتبيان الوجه المشرق للمملكة في البلد المضيف، فكل ما تقوم به من مهام ومسؤوليات، أمر يلتقي مع طموح القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله- في الارتقاء بجودة الحياة للمواطن، وتعزيز الشراكات الدولية في جميع المجالات بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبعثات المملكة في الخارج تمثل الوجه الحقيقي لوطن رائد في مختلف المجالات على المستويَين الإقليمي والدولي، وتعد السفارات الراعي الأول لمصالح المواطنين في مكان تواجدهم في البلد المضيف، حيث تبذل قصارى جهدها لتقديم الخدمات العملية والقنصلية لمواطنيها، وملاذهم الآمن في مختلف التحديات.
استثمارات متبادلة
* متى نشأت العلاقات السعودية الجورجية وكيف تطورت وماذا عن التعاون المشترك بين البلدين ؟
* العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجورجيا علاقات تاريخية، تأسست في 27 مايو 1994م، وفي عام 2016م جرى توقيع أول اتفاقية بين الدولتين وهي اتفاقية عامة تتعلق بالتعاون بين المملكة وجورجيا، وأصبحت العلاقات في نمو وتطور وتكللت بافتتاح السفارة الجورجية لدى المملكة عام 2015م، تلاها افتتاح السفارة السعودية في العاصمة تبليسي في ديسمبر عام 2018م، ولا شك بأن العلاقات مميزة بين البلدين الصديقين، وكلا الجانبين يحرصان على تنمية وتعزيز العلاقات في كافة المجالات ومنها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وأدى توقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين البلدين في مارس 2018م، والتي دخلت حيز التنفيذ في أبريل 2019م، إلى تطور ونمو العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة وجورجيا، حيث تهدف لتخفيض المعدلات الضريبية بالنسبة للقطاعين العام والخاص وقطاع النقل الجوي، وتحقيق التوازن الاقتصادي بين البلدين، كما تم توقيع اتفاق يتعلق بالحركة الجوية، ويسهل هذا الاتفاق إطلاق رحلات منتظمة ومباشرة بين المملكة وجورجيا، والذي بدوره عزز من العلاقات التجارية والسياحية والاقتصادية، وهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، وأبرز ما تم مؤخراً ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها دولة رئيس الوزراء الجورجي السابق ايراكلي غاريباشفيلي، للمملكة بتاريخ 21 ديسمبر 2022م ولقاءه بصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على تأسيس مجلس أعمال مشترك لرفع الاستثمارات المتبادلة بين المملكة وجورجيا، وعلى هامش "منتدى تبليسي لطريق الحرير" الذي أقيم في مدينة تبليسي بتاريخ 26 أكتوبر 2023م، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الأعمال المشترك السعودي الجورجي آنف الذكر، وعقد أول اجتماع للمجلس لتحديد أهم أهدافه. ومن جانب أخر تم مؤخراً توقيع سمو وزير الخارجية ووزير الخارجية الجورجي على مذكرة تفاهم إنشاء "مجلس التنسيق السعودي - الجورجي" في مدينة الرياض بتاريخ 24 يناير 2024م.
توطيد العلاقات
* ماذا عن ملتقيات الأعمال السعودية الجورجية، وما أبرز ما تناولته ؟
* سبق وعقدت عدة ملتقيات منها منتدى تبليسي طريق الحرير بنسخته الرابعة، والذي جاء بعنوان "تواصل اليوم مرونة الغد"، خلال أكتوبر من عام 2023م، في مدينة تبليسي الجورجية، بحضور عدد من أصحاب المعالي والمسؤولين، وبمشاركة وفد من القطاع الخاص، وكان هدف المنتدى تعزيز الشراكة والمصلحة المشتركة مع الشركاء الدوليين الواقعين على طريق الحرير، بمشاركة أكثر من 2000 مشارك، وبخمسة جلسات رئيسية، وخمسة جلسات فرعية، إضافةً إلى عدد من الأحداث الجانبية للمنتدى، ونظرًا لما توليه المملكة من اهتمام كبير لهذا المنتدى، وحرصها على تعزيز شراكتها مع الدول المشاركة، وأهمية تعزيز تعاونها التجاري، ورفع مستوى الاستثمارات المتبادلة والمشتركة، وتعزيز شراكة المملكة مع جمهورية جورجيا، من خلال فقد تم اغتنام فرص التكامل والاستثمار التي توفرها رؤية المملكة 2030، وصاحب المنتدى توقيع اتفاقية إنشاء مجلس الأعمال السعودي الجورجي، والذي يهدف إلى تعريف ممثلي كل دولة بمناخ وفرص الاستثمار المباشر وغير المباشر، والتشجيع على تبادل الزيارات بين أصحاب الأعمال في الدولتين، إضافةً إلى توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
رؤية مستقبلية
* كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجمهورية جورجيا ؟ وما أهم صادرات المملكة ووارداتها من جورجيا ؟
* بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجورجيا، نحو 162 مليون ريال في عام 2023، وتمثل الصادرات السعودية 31 % منه فيما تمثل الواردات الجورجية نحو 69 %، ويسعى البلدان الارتقاء بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة بما يلبي تطلعات الدولتين، وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجمهورية جورجيا خلال عام 2022م 206 ملايين ريال، لتسجّل اللدائن ومصنوعاتها أهم صادرات المملكة إليها، فيما جاء السجاد كأهم واردات المملكة من جورجيا، وتسلط مثل هذه الملتقيات الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة بالبلدين وبخاصة في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والزراعة والاستثمار السياحي والعقاري والبنية التحتية والطاقة المتجددة، والدعوة إلى وضع رؤية مستقبلية للشراكات الاستثمارية والتجارية بين البلدين للاستفادة من منظومة الحوافز والفرص بالمملكة، وإزالة التحديات التي تعيق تطور العلاقات التجارية والاستثمارية، بما يسهم في زيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
هدف استراتيجي
* ماذا عن منتدى الاستثمار السعودي الجورجي؟
* منتدى الاستثمار السعودي - الجورجي عقد في فبراير 2024 بالعاصمة الجمهورية الجورجية تبليسي، بحضور وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة ليفان دافيتاشفيلي، ومشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص في البلدين، وأبان معالي الفالح في وقته أن المملكة وجمهورية جورجيا تتشاركان في نفس الهدف الإستراتيجي لقطاع النقل والخدمات اللوجستية وهو ربط آسيا بأوروبا حيث يحمل القطاع إمكانات كبيرة، مؤكدًا أن المملكة تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية العالمية ومناولة أكثر من 40 ألف حاوية سنوياً بحلول عام 2030 وذلك بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 والإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، واستعرض المنتدى فرص الاستثمار والارتقاء بالعلاقات الاستثمارية بين البلدين وتعزيز الجهود لتنمية الروابط الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة وجورجيا وتنمية الاستثمارات النوعية وتمكين القطاع الخاص من الاستفادة من الفرص الاستثمارية في كلا البلدين، وقُدم خلال المنتدى عدد من العروض من الجانبين حول استثمر في السعودية وفرص الاستثمار في جورجيا، إضافةً إلى مناقشة موضوعات فرص الاستثمار السياحي والعقاري في جورجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة والنقل والخدمات اللوجستية، وشهد المنتدى توقيع أربع مذكرات التفاهم بين القطاع الخاص في مجالات الصناعة والطاقة والثقافة، التي تهدف إلى التطوير والإنشاء والاستثمار في المشاريع المائية والطاقة الشمسية وتدريب وتطوير قدرات الكفاءات في التخصصات الثقافية.
مذكرات تفاهم
* كم بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجورجيا خلال عام 2024 ؟
* بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجورجيا، ففي أكتوبر 2024، بلغت صادرات المملكة إلى جورجيا ما يعادل 1.2 مليون ريال سعودي -0 % من إجمالي الصادرات-، فيما سجّلت وارداتها من جورجيا 32.9 مليون ريال سعودي -0 % من إجمالي الواردات-، وأسفر ذلك عن عجز في الميزان التجاري بمقدار 31.8 مليون ريال سعودي، وفي شهر أكتوبر الماضي عُقد اليوم منتدى الأعمال السعودي - الجورجي في العاصمة تبليسي، بحضوري انا السفير سلمان آل الشيخ ورئيس اتحاد الغرف السعودية حسن الحويزي، ونائب وزير الخارجية الجورجي السيد أليكساندر خفتيسياشفيلي ونائب وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة الجورجي السيد غينادي أرفيلادزه، وشهد المنتدى توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الشركات، تقدر استثماراتها ب 50 مليون دولار، كما عُقدت جلسة العمل الثالثة لمجلس الأعمال السعودي الجورجي، بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلس رجال الأعمال وممثلي القطاعين العام والخاص من كلا البلدين، وشارك وزير السياحة أحمد الخطيب بكلمة ألقاها بمناسبة يوم السياحة العالمي المقام في العاصمة تبليسي، بحضور رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه، والنائب الأول لرئيس الوزراء الجورجي وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة ليفان دافيتاشفيلي والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، كما شارك وزراء السياحة من عدة دول، وعدد من المسؤولين الحكوميين في جورجيا، وعلى هامش هذه المناسبة عقد لقاء ثنائي مع النائب الأول لرئيس الوزراء الجورجي وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة، حيث تمت مناقشة مجالات واسعة من العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الصديقين، تلى ذلك توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال السياحة بين وزارة السياحة السعودية ووزارة الاقتصاد والتنمية المستدامة الجورجية.
السفير آل الشيخ متحدثاً للزميل راشد السكران
أحد الملتقيات السعودية الجورجية