تحول قطاع غزة إلى أرض خراب تعمها الفوضى بعد العدوان الإسرائيلي المستمر والذي قُتل فيها أكثر من 39 ألف شخص، وفقا لإحصاءات فلسطينية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال، بفعل تدمير الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على القطاع للبنية التحتية الصحية، وحرمان أهالي القطاع من المياه الصالحة للشرب، وتكدس آلاف أطنان النفايات، في محيط مراكز الإيواء. وأكدت وزارة الصحة في بيان لها أن اكتشاف فيروس CVPV2 المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في قطاع غزة يشكل تهديداً على حياة سكان القطاع، مبينة أن السيطرة على الوباء تتطلب إنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وإيجاد حلول جذرية لمشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب، وإصلاح شبكات مياه الصرف الصحي. وأوضحت، أن مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في مراكز الإيواء أصيبوا بالأمراض المعدية خاصة الأمراض الجلدية، لافتة النظر إلى أن نحو 30 ألف جريح ومريض بحاجة ماسة للعلاج خارج قطاع غزة، في ظل تدمير الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه للمنظومة الصحية في القطاع. وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن مراكزها الصحية المنتشرة في مناطق متفرقة في قطاع غزة أكتشفت إصابة 1000 نازح على الأقل بالوباء الكبدي أسبوعيًّا، موضحة أنه منذ بدء العدوان وُثّقت إصابة نحو 40 ألف فلسطيني بالوباء الكبدي، محذرة من انتشار الفيروس على نطاق واسع، في ظل انهيار المنظومة الصحية والبيئية في قطاع غزة. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن وباء الالتهاب الكبدي "A" ينتشر بشكل واسع في غزة، بسبب الظروف القاسية وغير الإنسانية في المخيمات والملاجئ المكتظة، التي تفتقر إلى المياه النظيفة، وأدوات النظافة، وإدارة النفايات والصرف الصحي السليمة، مؤكدة أن الأزمة تصعب الاستجابة للاحتياجات الخاصة بالمرضى. من جهتها حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل، من تدهور الوضع الإنساني في غزة، مشيرةً إلى أن ما لا يقل عن 278 من عمال الإغاثة قد قُتلوا في القطاع حتى الآن، وأن المستشفى الأهلي في شمال غزة استأنف خدماته الصحية جزئياً بعد توقفها نتيجة انعدام الأمن في المنطقة. وأوضحت اليونيسف أن 24 شاحنة وقود، دخلت قطاع غزة يوم الأحد، بينما دخلت 46 شاحنة يوم الجمعة، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع في يوليو حتى الآن 674 شاحنة، حيث دخل إلى غزة أكثر من 2.1 مليون لتر من الوقود بين 1 و21 يوليو، بما في ذلك 378,700 لتر في 21 من الشهر الجاري. وأشارت اليونيسف إلى أنه تم فحص 170,000 طفل دون سن الخامسة و10,000 امرأة حامل ومرضعة للكشف عن سوء التغذية، مع تلقي 11,500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد العلاج اللازم. وفي الضفة الغربية، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن خمسة فلسطينيين استشهدوا في غارات بطائرات بدون طيار في طولكرم، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلية قامت ب169 عملية تفتيش واعتقال بين 15 و21 يوليو، مما أسفر عن اعتقال أكثر من 110 فلسطينيين واستشهاد ثلاثة آخرين. وأفادت التقارير بهدم خمسة منازل في قرية الولجة يوم 15 يوليو، كما أظهرت البيانات وقوع أكثر من 820 عملية هدم لمبانٍ مملوكة للفلسطينيين منذ بداية العام، مع توقعات بأن يصل العدد إلى 1400 مبنى بحلول نهاية العام، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 1177 في عام 2023 و1094 في عام 2016. الى ذلك أفادت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بأن الناس منهكون من النزوح المستمر في قطاع غزة. وقالت الأونروا، في منشور عبر حسابها على منصة إكس، إنهم يتركون كل شيء تقريبًا وراءهم، ويحملون في أيديهم ما في وسعهم. وأضافت أن الأسر التي لديها أطفال صغار تضطر إلى الفرار عبر المناطق الخطرة، وسط القصف والعمليات العسكرية، مع عدم وجود مكان آمن لهم. وأدت الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر إلى تدهور الظروف المعيشية بشكل كبير لنحو 2ر2 مليون نسمة في قطاع غزة ، واضطر نحو 7ر1 مليون شخص إلى ترك منازلهم، بحسب منظمات الإغاثة. وتشن إسرائيل حربا شاملة ضد قطاع غزة عقب الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية المسلحة، وفي مقدمتها حركة حماس، على القواعد والمستوطنات الإسرائيلية فيما يعرف بغلاف غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.