عندما أكتب عن المسرح، فنحن لا نكتب إلا عن المسرج الاجتماعي الجماهيري الذي يحضره الجمهور عن طريق شباك التذاكر والذي يسمى ايضاً بالمسرح التجاري، فهو يعتبر جزأً هاماً من مهام الثقافة بالمجتمع ومعرف قوي وموصل فعال للموضوعات الاجتماعية على الخشبة بالكلمة المنطوقة والمجسدة لكل الانفعالات الانسانية للمتلقي. ونحن في مملكتنا العربية السعودية الواسعة الارجاء لنا تنوعات بيئية وثقافية واجتماعية، هذا التنوع فيه إثراء للفكر المسرحي، لم يستثمر حتى الان على خشبة المسرح بالشكل السليم، فالملاحظ ان المسرح لدينا لم يصل بعد للصناعة المسرحية الحقيقة النشطة والفعالة المستدامة، إلا ان هيئة الترفيه منذ بدايتها اخذت بعين الاعتبار هذا العام والأعوام الثلاثة الماضية، أخذت المسرح كأحد اهم فعالياتها الثقافية الفنية خلال "موسم الرياض"، وليكون المسرح ضمن منظومتها الثقافيه الفنية الترفيهية لزوار البوليفارد، وذلك وفق إجراءات تسعى لتولي شئون المسرح كوادر ذات صلة وعلاقة وممارسة وتجربة بالفعل المسرحي، تحرير المسرح من قيود الروتين، حيث جعلت الهيئة المسرح خاضع لتنظيم اداري مرن ومباشر في التعامل، لإدراكها أن الفن والروتين عنصران متضادان لا يلتقيان في خط واحد، وإن التقيا احدثا تصادماً ضحيته المبدع والمتلقي معاً، هيئة الترفيه دفعت الثقافة المسرحية الى الامام نحو الممارسة بوعي ونضج وفق منهج علمي، وذلك من خلال إنشاء مسارح خاصة بالدراما المسرحية، مجهزة بأحدث التقنيات مع الاستعانة بالخبرات العالمية والعربية في هذا المجال، اسندت الهيئة تنفيذ الاعمال المسرحية لمنتجين مسرحيين سعوديين وخليجيين وعرب، وتحملها كافة التكاليف وتهيئة المكان وعمل الدعاية والإعلان مع الاشراف والمتابعة، وكمهتم بالشأن المسرحي اشيد بعمل هيئة الترفية في موسمها هذا العام بالرياض، حيث اوجدت ارضية ملائمة مثل المباني المسرحية بكافة التجهيزات الفنية مع الدعم المادي واللوجستى ونفقات مالية مجزية، وهذا ما كان يأمله كل مسرحي سعودي وتحقق له في الوقت الحاضر بعد تحرير المسرح من المؤسسات الرسميه وإسناده للقطاع الخاص الذي يمثله المنتج المسرحي مع الاشراف والمتابعة، وهذا ما جعل الجمهور المسرحي المتعطش لمسرحه يرى المسرح مشهداً مصغراً لحياته بكل مواضيعها الاجتماعية، وبصفة خاصة شاهد الجمهور المسرح الاجتماعي المحلي بوجه فني له علاقة بآليات المسرح من نص وأداء وإخراج وديكور وإضاءة، ووجه آخر في حقيقته اجتماعي يرتبط بالسياق الاجتماعي الذي يتحرك فيه المسرح، في المقابل نجد هذه الايام تحركاً مسرحياً غير مسبوق تقدمه هيئة المسرح والفنون الادائية بوزارة الثقافة، حيث انطلقت نهاية الاسبوع الماضي رحلة سعودية مبهجة وحراك استثنائي ل 20 عرضاً مسرحياً تقدم للجمهور السعودي في بعض مناطق المملكة، منها عشرة عروض سيكون نصيبها مهرجان الرياض للمسرح، والأمل القادم لساحتنا المسرحية يدعونا للفرجة بفرح.
