شهد سوق العملات المشفرة بعض المكاسب أمس بعد الخسائر التي لحقت به يوم أول من أمس والممتدة منذ حوالي أسبوع، حيث تحاول البيتكوين التماسك أعلى مستوى 26800 دولار بعد أن فقدت جميع مكاسبها التي سجلتها خلال أكتوبر الجاري وانحدرت إلى مستوى 26521 في أقصى تراجعات الأمس وهو أدنى مستوى منذ 28 سبتمبر الفائت، كذلك الايثريوم فتحاول الاحتفاظ بمستوى 1560 دولاراً وذلك بعد أن بلغت أدنى المستويات منذ شهر مع بلوغها مستوى 1545 دولاراً الأمس. تأتي هذه التراجعات في سوق العملات المشفرة وسط سيادة المعنويات السلبية مع استمرار هيمنة المخاوف التنظيمية المحيطة بهذا السوق وذلك في ظل غياب تطورات إيجابية بشكل جوهري بما قد يعيد بعض من الثقة للمستثمرين. في جديد التطورات التنظيمية، كنا قد شهدنا تقديم مذكرتين صديقتين من قبل رابطة مديري الأوراق المالية في أمريكا الشمالية (NASAA) إضافة إلى اثنين من المحامين الأكاديميين لمساندة موفق هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) في قضيتها ضد بورصة العملات المشفرة، Coinbase. فيما تشير المذكرات إلى التأكيد على وجوب إشراف الهيئة على سوق العملات المشفرة والذي شكل بيئة لعمليات الاحتيال الواسعة وأن الأصول المشفرة لا تتميز بشيء عن الأوراق المالية والتي يجب التصريح بها وهو ما يتطلب تدخل سلطات انفاذ القانون. وعلى هذا، فإن Coinbase تدير فعلاً بورصة لأصول غير مصرح بها، تحدثت المذكرات أيضاً أن الأصول المشفرة لا تحمل أي منفعة اقتصادية ولا تحظى بتبني واسع سوا لأغراض المضاربة. إضافة إلى ذلك، كنا قد شهدنا تحذيراً من قبل هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية (ESMA) للمستثمرين من خطورة سوق المالية اللامركزية (DeFi)، فعلى الرغم من ذكر الهيئة أن هذا السوق لا يشكل سوا 40 مليار دولار من أصل أكثر من تريليون دولار من سوق العملات المشرة ككل، إلا أن يجب أن يظل محل المراقبة. ذلك أن هذه التكنولوجيا وعلى الرغم من المرونة التي تقدمها للمستخدمين، إلا أن استخدماها ينطوي على مخاطر عالية. حيث استشهدت الهيئة بالطبيعة المضاربية والخطرة لهذه التكنولوجيا وبغياب الشفافية في المعاملات وعدم معرفة الجهات التي يتم التعامل معها عبر البروتوكولات المختلفة والتي يمكن لأي أحد انشاؤها. يبدو أن ضعف الثقة والمخاوف التنظيمية قد تغييم على أجواء سوق العملات المشفرة مطولاً وهو ما قد يحول أمام المزيد من التبني لهذه التكنولوجيا على نطاق واسع.
