في كل عام تحل علينا مناسبة عزيزة على نفوس الجميع في بلاد الحرمين الشريفين ألا وهي ذكرى توحيد هذه البلاد على يد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، ويصادف هذا التاريخ الأول من الميزان والذي يصادف هذا العام الذكرى 93، يوم السبت 23 سبتمبر الجاري الموافق 8 ربيع أول 1445 هجري، في هذا التاريخ قد تم توحيد هذه البلاد تحت راية الإسلام «لا إله إلا الله محمد رسول الله». والملك عبدالعزيز، يرحمه الله تعالى، جمع قلوب وعقول أبناء هذه البلاد الغالية على كلمة الحق، وأصبحت هذه البلاد وحدة متكاملة تسير على منهج قويم مطبقة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف كما ورد في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومطبقة لسنة سيد خلقه رسول هذه الأمة الصادق المصدوق محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، والملك عبد العزيز، يرحمه الله تعالى، كان قائداً فذاً مميزاً محنكاً له رؤية صائبة قد وضعت السعودية في الطريق الصحيح حتى تصل إلى المكانة التي تستحقها في العالم المتطور. ولقد نهج أبناؤه نهجه، الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، والآن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. عهد خير وبركة، نعيش في هذا الوطن أعلى قمم الأمجاد والملك سلمان ملك الحزم والعزم رجل لن نوفيه حقه، بكتابة مقال مثل هذا رجل أحبه شعبه، وأحبته الأمة العربية والإسلامية، رجل اتسم بالحكمة والشجاعة، وهو رجل المهمات الصعبة.. لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكل همه شعبه، وأمته العربية خصوصاً والإسلامية عامة، ونحن فخورون جدا بقائدنا وملكنا وبولي عهده الأمين صاحب رؤية المملكة 2030، وتلك الخطوة الطموحة ذات الركائز الثلاث: اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح. لن أستطيع أن أقف على كل ما وصلت إليه بلادنا من تطور ورقي في ظل قيادتنا الرشيدة في كل المجالات سواء الثقافية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والصحية، وأضف إلى ذلك الأمن الذي تفتقر إليه معظم بلدان العالم التي تعيش في حروب داخلية وخارجية ويفتقدون لأدنى درجات الأمن والاستقرار. ما أحب أن أُنبّه له في هذا المقال وقد نبهت عنه سابقاً في عدة مقالات هو التعبير عن حب هذا الوطن في يومه الوطني بالطرق الحضارية، علينا أن نحتفل بهذه الذكرى بفعاليات متنوعة، ولا نغفل شريحة الشباب وإشراكهم في هذه الفعاليات لكي يعبروا عن فرحتهم بالطرق السليمة، يجب أن يعبروا عن حب الوطن بالعمل وبعرض الإنجازات التي تمت في هذا العهد الزاهر وما أكثرها، فهو زمن عزم وحزم وبناء وإصدار القرارات التي تغير على إثرها الكثير من الأمور، ومنها أنه حارب الإرهاب الموجود في المنطقة العربية، مما جعل الجميع يثني على مجهوداته العظيمة التي كان لها عظيم الأثر بالمملكة وكافة بقاع العالم الإسلامي وتأسيس متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام وتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والاهتمام بالقطاع الخاص وتنمية الاقتصاد الوطني بالمملكة والعمل على مشاريع توسعة الحرمين الشريفين وتمكين المرأة من المشاركة في كل إنجازات الوطن. هذا غيض من فيض وقليل من كثير هناك المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحة بلادنا الشاسعة في مختلف القطاعات وتشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ مما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة وسياسات تصب في الصالح العام لبلادنا وأهلها وزائريها بصفة خاصة والأمتين العربية والإسلامية بصفة عامة وعلى رأسها قضايا الأمة المصيرية قضية فلسطينالمحتلة، وإرجاع الحق المغتصب لأهله، وانضمام بلادنا للمشاركة في مجموعة «العشرين» متسلّحةً ب«أسرع اقتصادات المجموعة نموّاً» فنحن كبارا وصغارا رجالا ونساء كلنا فخر بإنجازات الرطن. حفظ الله بلادنا وقادتها لما فيه الخير والسداد.