الهَود.. كارت أحمر

الأحد المقبل ينطلق بمشيئة الله تعالى مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي بدولة الإمارات العربية الشقيقة، المهرجان الذي تأسس عام 2015، كتظاهرة مسرحية تنظم كل سنتين خلال شهر فبراير على مدى سبعة أيام، تتسابق فيه الفرق المسرحية الخليجية على جوائز في فنيات العرض، يهدف المهرجان لإبراز التجارب المسرحية الخليجية المبتكرة، تعزيز تواصل المسرح بالجمهور، نشر الوعي المسرحي من خلال الندوات والملتقيات الفكرية والفنية، تحليل ومناقشة العروض في اطار النقد الموضوعي والجاد، دعم وتشجيع الفرق والجمعيات المسرحية واكتشاف المواهب، يشارك المسرح السعودي هذه المرة بمسرحية "الهود" تأليف الدكتور الفنان المعروف راشد الشمراني، حيث تم تكليفي بإعداد النص وصياغته درامياً من جديد وهو تكليف سعدت به كثيراً، وهي المرة الثانية التي يدخل اسمي ككاتب مسرحي في مهرجان للمسرح بالشارقة، حيث كانت المرة الأولى عام 1996م عندما قدمت فرقة "دبا الحصن" بالشارقة مسرحية من تأليفي "كارت أحمر" إخراج الأستاذ علي الشالوبي، وذلك في "أيام الشارقة المسرحية" التظاهرة المسرحية الثقافية التي تقام سنوياً، تشارك فيها فرق مسرحية من داخل الإمارات العربية، يتم فيها استضافة مفكرين ومؤلفين إضافة لكبار الممثلين من مختلف البلدان العربية والأجنبية لمواكبة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات التطبيقية والفكرية المصاحبة، الأمر الذي حقق بيئة تفاعلية وفائدة ثقافية وفنية للمسرحيين الإماراتيين، وبالتالي حققت هذه البيئة المسرحية الإماراتية فوائد ثقافية وفنية للمسرح الخليجي "مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي" كذلك الفائدة للمسرح العربي "ملتقى الشارقة للمسرح العربي" وجميع هذه التظاهرات الثلاث "أيام، مهرجان، ملتقى" الشارقة، تحظى برعاية واهتمام ومتابعة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله، هذا العام جاءت مشاركة مسرحنا السعودي متمثلة في مسرحية "الهود" الذي يعني الختان، وهو من العادات والتقاليد الشعبية القديمة المندثرة بمنطقة جازان، حيث يرتكز النص على الموروث الذي يتم فيه ختان شاب قبل زواجه، بمصاحبة أهازيج ورقصات وإيقاعات الفرح، تحكي المسرحية قصة صيادين في قرية صغيرة على شاطئ البحر، يعتمد مصدر رزقهم على الصيد، وهي حكاية فيها توعية الناس لظواهر تبدو لهم أموراً حياتية عادية من خلال الصراع بين الخير والشر عبر مجموعة من الناس يحاولون السيطرة والتضييق على هؤلاء الصيادين وعلى رزقهم مما يصطادونه من البحر، المسرحية رشحتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة لتمثل المسرح السعودي بمهرجان الشارقة، ما يميز هذه المسرحية هي تقديمها لأسماء ممثلين وممثلات فئة الشباب، جميعهم مواهب ولأول مرة يشاركون خارجياً، وقد وعدوا وتعاهدوا على أن يقدموا الهود خير تقديم وتمثيل وفي أجمل صوره مسرحية سعودية.