أذربيجان تخلي سفارتها في إيران.. وأكثر من 500 قتيل إيراني جراء الاحتجاجات وقع انفجار في مصنع للذخيرة تديره وزارة الدفاع الإيرانية في وقت مبكر من صباح يوم الأحد، بعد هجوم بعدة طائرات صغيرة، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية " ارنا". ونشرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء مقطع فيديو يظهر الانفجار بالقرب من أصفهان بوسط إيران. ووفقا لوزارة الدفاع، فإن الهجوم ذو طبيعة عسكرية. وفشلت إيران في صد الهجمات. وحتى الآن، لم تقدم طهران أي معلومات حول هوية المسؤول عن الهجوم. من ناحية أخرى، اندلع حريق صغير في محطة لمعالجة النفط في شمال غرب البلاد. وهرع العشرات من رجال الإطفاء لإخماد الحريق خلال الليل بالقرب من مدينة تبريز. ووفقا لتقارير إعلامية، فإنه لم يعرف بعد سبب اندلاع الحريق. وقد أصيب رجل إطفاء على الأقل في الحريق. كما أعلنت وزارة الدفاع الايرانية عن تعرض أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في اصفهان، 240 كيلومترا جنوبطهران، مساء السبت، لهجوم بمسيرات. ولم تحدد الوزارة من المشتبه به في تنفيذ الهجوم. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأذربيجانية إنها ستجلي موظفي سفارتها في إيران وأفراد عائلاتهم، بعد أيام من هجوم شنه مسلح وأسفر عن مقتل حارس أمن وإصابة شخصين آخرين ووصفته باكو بأنه "عمل إرهابي". وأعلنت الشرطة في طهران اعتقال شخص يُشتبه بأن له صلة بالهجوم الذي وقع يوم الجمعة وأدانتها السلطات الإيرانية لكنها ذكرت أنه يبدو أن دوافع المسلح كانت شخصية وليست سياسية. ووقع الهجوم في خضم توترات متزايدة بين الدولتين الجارتين بشأن طريقة معاملة إيران للأقلية الأذرية الكبيرة لديها، وبشأن قرار أذربيجان هذا الشهر تعيين أول سفير لها على الإطلاق في إسرائيل. وأعلنت وزارة خارجية أذربيجان بعد الهجوم أنها استدعت السفير الإيراني في باكو للمطالبة بتحقيق العدالة، كما أعلنت عزمها إجلاء موظفي السفارة من طهران. ولم توضح أي تفاصيل أخرى بما في ذلك ما إذا كانت السفارة ستواصل العمل. وقالت الوزارة في وقت سابق إن إطلاق النار كان نتيجة لعدم استجابة طهران لمطالباتها بتعزيز الأمن. وأظهرت مقاطع التقطتها كاميرات مراقبة وحصلت رويترز على نسخة منها منفذ الهجوم وهو يقتحم مبنى السفارة ويطلق النار على رجلين قبل أن يسيطر عليه موظف ثالث بالسفارة. وفي وقت لاحق، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني رجلا ذا شعر رمادي قيل إنه المهاجم. وقال الرجل إنه استهدف بتصرفه إطلاق سراح زوجته الأذربيجانية التي يَعتقد أنها محتجزة في السفارة. وأوضحت شابة تم تعريفها على أنها ابنة الرجل أن والدتها في أذربيجان. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعا لإجراء "تحقيق شامل" في الهجوم وأرسل تعازيه إلى أذربيجان ولأسرة القتيل. من ناحية أخرى، أعلنت صحافية إيرانية السبت صدور حُكم عليها دون جلسة استماع بعدما أوقفت على خلفية إجرائها مقابلة مع والد مهسا أميني التي أشعلت وفاتها احتجاجات مستمرة. نزيلا مروفيان صحافية مقيمة في طهران وتتحدر مثل أميني من مدينة سقز في محافظة كردستان، وأوقفت أواخر أكتوبر وأودعت سجن إوين في العاصمة، حسب ما أفادت في وقت سابق منظمة "هينكاو" الحقوقية ومقرها النروج. وقالت مروفيان عبر تويتر "بناء على قرار الفرع 26 للمحكمة الثورية برئاسة القاضي أفشاري، حُكم علي بالسجن لمدة عامين وغرامة. والمنع لمدة خمس سنوات من مغادرة البلاد". وأضافت أن "عقوبة السجن لمدة عامين صدرت مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات". وتابعت الصحافية الإيرانية أن "هذا الحكم صدر دون جلسة استماع ومرافعة الدفاع"، مضيفة أنها اتُهمت ب"الدعاية ضد النظام ونشر أخبار كاذبة". كانت مروفيان التي تعمل في موقع "رويداد24" الإخباري، قد نشرت مقابلة مع أمجد والد أميني على موقع "مستقل أونلاين" في 19 أكتوبر. وعنوان المقابلة مع أمجد هو "والد مهسا أميني: إنهم يكذبون!" وأزال موقع "مستقل أونلاين" في وقت لاحق المقابلة التي نفى أمجد فيها أن ابنته كانت تعاني من أي أمراض. وتقول عائلة أميني إنها تعرضت لضربة قاتلة أثناء توقيفها لدى "شرطة الأخلاق". والغضب من وفاتها أشعل موجة الاحتجاج. تشهد إيران تظاهرات منذ وفاة الشابة (22 عامًا) بعد أيام من توقيفها في 16 سبتمبر بزعم انتهاكها قواعد لباس المرأة الصارمة في إيران. وتقول السلطات إن مئات الأشخاص، بينهم أفراد من قوات الأمن، قتلوا فيما أوقف آلاف خلال ما تصفه ب"أعمال الشغب" التي يحرّض عليها "أعداء" طهران. وتقدّر منظمات حقوقية أن نحو 80 صحافياً أوقفوا منذ اندلاع الاضطرابات. وفي سياق منفصل، لقى ما لا يقل عن 527 شخصا حتفهم في إيران منذ بداية المظاهرات المناهضة للحكومة منذ أكثر من أربعة أشهر، وذلك وفقا لتقرير بوكالة أنباء نشطاء حقوق الانسان ومقرها الولاياتالمتحدة. وقالت الوكالة إن من بين القتلى 71 قاصرا و70 فردا من الشرطة وقوات أمنية أخرى. وجرى إلقاء القبض على نحو 20 ألف شخص. ويواجه أكثر من 100 منهم عقوبات الإعدام. وقد جرى إعدام عدة متظاهرين. وقالت الوكالة إن الاحتجاجات امتدت لتشمل 160 مدينة خارج العاصمة طهران. ولم تقدم السلطات الإيرانية بعد معلومات حول عدد القتلى والاعتقالات. من جهة أخرى، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 800 آخرين بجروح معظمها طفيفة، جراء زلزال بقوّة 5,9 درجات ضرب مساء السبت منطقة جبلية شمال غرب إيران قرب الحدود مع تركيا. وذكر مركز رصد الزلازل في جامعة طهران أنّ الزلزال ضرب مدينة خوي في محافظة أذربيجان الغربيّة شمال غرب إيران. ونقلت وكالة الأنباء الرسميّة الإيرانيّة (إرنا) عن محافظ أذربيجان الغربيّة محمد صادق معتمديان قوله إنّ "هذا الزلزال تسبّب حتّى الآن في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 816 شخصًا". وقال مدير منظمة الهلال الاحمر في إيران بير حسين كوليفاند للتلفزيون "حالياً، هناك 30 شخصاً في المستشفيات وخرج المصابون الآخرون بعد تلقي علاجات في عيادات خارجية". وانتهت عمليات الإنقاذ والبحث عن الضحايا التي تمت بمساعدة مجموعات إنقاذ من المحافظات المجاورة. وتوجه وزير الداخلية أحمد وحيدي إلى خوي للإشراف على الوضع، بحسب الوكالة. وأكد معتمديان أن المنازل في 70 قرية تضرّرت بنسبة 20 إلى 80 في المئة، لافتاً إلى أن نسبة الأضرار في المناطق السكنية تخطت تلك التي سببتها زلازل سابقة ضربت المنطقة. وتسبّبت أكثر من 20 هزة ارتدادية بحالة من الذعر لدى السكان الذين غادروا منازلهم رغم برودة الطقس. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام إيرانية أشخاصا يجلسون حول النيران، وقد التحفوا ببطانيات في حين تضرب موجة من الثلوج شمال غرب البلاد. وتتعرض هذه المنطقة للزلازل باستمرار. وتسبب زلزال بقوّة 5,8 وقع في 8 يناير بالقرب من خوي بإصابة مئات الأشخاص بجروح. وفي فبراير 2020، قُتل تسعة أشخاص إثر زلزال بقوّة 5,7 درجات وقع في تركيا على الحدود مع إيران وطال قرية حبش العليا في غرب البلاد. لكنّ الزلزال الأكثر دمويّة في تاريخ إيران الحديث كان بقوة 7,4 درجات ووقع عام 1990 في شمال البلاد وأدى إلى سقوط 40 ألف قتيل و30 ألف جريح وتشريد نصف مليون آخرين. وتقع إيران فوق عدد من الصفائح التكتونيّة وتشهد نشاطا زلزاليا شديداً. لم تعلن إيران بعد الجهة المسؤولة عن الهجمات التي دمرت العديد من المنشآت (أ ف ب)