يقدم الفنان التشكيلي فائز الحارثي (أبو هريس) يوم الأحد المقبل في صالة غاليري عارف بمجمع الموسى بالرياض معرضه الشخصي العاشر الذي يحمل عنوان (ما بين وبين)، ويعبر بالأسود والأبيض في تضاد المعنى والشكل في عدة دلالات تشكيلية وفلسفية وجودية ممتزجة بطعم ولحن فلسفة الحياة. عن تجربته تحدّث الناقد سامي جريدي بقوله: "يأخذنا الفنان (أبو هريس) وهو يعرض تجربته الأسود والأبيض إلى مشروع فني مختلف عن تجربته السابقة التي بدأها منذ أكثر من عشرين عامًا، وكأنه بذلك يفسّر سؤالاً وجوديًّا لهذه المرحلة الفنية التي أخذ على عاتقه في كشف الرؤى اللونية لسيرته وتاريخه الفني عبر لونين متضادين هما: (الأبيض والأسود). إن ما تمثله هذه التجربة مغامرة لونية لمن يعي حقيقتها، وليس من السهولة الدخول في مضمارها إلاّ بإعلان فلسفي مسبق. في هذه الأعمال نقلة نوعية للفنان، ليس فقط لأنها اتخذت من الأبيض والأسود اعتمادًا لونيًّا لها، بل لأنها شقّت طريقًا إلى الجدل البصري، ذلك الجدل المكتنز في مضامين مساحة البياض، فالفنان بدأ يرسم بياضًا وسوادًا، وهذا على المستوى الرمزي والوجودي وكأنه بذلك يحاول الانعتاق من سلطة الألوان المسيطرة، ولذا لم يحاول الفنان أن يرسم البياض بقدر ما قام به من رسم السواد في أعماله، ربما ذلك يعود إلى صعوبة وتعقيد رسم البياض من الأساس. وتتضمن أعماله بجانب المستوى اللوني أيقونات بصرية متعددة مُصّغرة كصورة (القمر) الذي نجده بطلاً محوريًّا في بعض لوحاته الصغيرة، وكأنه رمز للإضاءة الذي من خلاله تنكشف الحقيقة في سواد الوجود. كما تضمنت أعماله مجموعة من النقوش الصغيرة والرموز المتداخلة، فهي نقوش ذات خطوط طولية ومتعرجة منسابة داخل شرايين النص البصري، فهي أيقونات حاولت أن تجسّد أشكالاً لأشخاص وأمكنة بسيطة لا يمكنك التأكد من هويتها؛ أي أنها أشبه بالحقيقة غير الواضحة التي يريدها الفنان، فترى الأشكال والهيئات ضبابية أشبه بلقطات المشاهد الفيلمية التي تعرض على شاشات السينما للحدث الذاكراتي، ولا ينفصل اسم المعرض عن رمزية التضاد اللوني الذي حرصت أعمال الفنان أن تنفتح على حقيقة محاكاتها للحياة. من أعمال الفنان فائز أبو هريس فائز أبو هريس