توقع خبراء اقتصاديون وبيئيون أن يعود إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، -حفظه الله- اعتماد التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت والمبادرات المستقبلية للجزيرة، وإنشاء مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت بعوائد اقتصادية كبرى للمنطقة، وبخاصة فيما يخص الجانب السياحي والثروة السمكية. ويعزز الإعلان التنموي بنظر كثيرين من سكان المنطقة التي تجولت فيها "الرياض" انتعاش الجوانب الاقتصادية بما فيها المستجدة في المنطقة مثل قطاع الفنادق التي ستم إنشاؤها، والقطاع السياحي الذي ستلعب غابة مانغروف دارين وتاروت دورا اقتصاديا مهما فيها، وبخاصة بعد أن تعوض نحو 95 % مما خسرته الغابة خلال العقود الماضية، وبخاصة أنها كانت أكبر غابة مانغروف في الخليج العربي ضمن ما كان يعرف ب"خليج تاروت"، وهو هدف استراتيجي في إعلان ولي العهد بأن تعود الغابة لسابق عهدها وأفضل لتحقيق تنمية مستدامة تخدم الجانب البيئي والسياحي بما لا يتعارض مع الجوانب البيئية التي تحرص رؤية المملكة 2030 على استدامتها ضمن أطر الطاقة النظيفة والاقتصاد النظيف. وشدد مهتمون بالبيئة على أن غابة المانغروف التي ستكون الأكبر في منطقة الخليج العربي ستتعزز مكانتها بالنظر إلى عموم المشاريع التي تزيد قيمتها على 2 مليار و500 مليون ريال، ما ستسهم في حفظ الثروة السمكية ليس لمنطقة دارين وتاروت بل لعموم منطقة الشرقية وصولا لمنطقة الخليج العربي في أنواع محددة من الأسماك الساحلية، وقال جعفر الصفواني مستشار جمعية الصيادين بصفوى: "تحويل غابة المانغروف إلى أكبر غابة في الخليج العربي أمر مهم من الناحية الاقتصادية والبيئية، إذ ينعكس اقتصاديا وبيئيا على الإنسان نفسه، وعلى مشاريع نحل المانغروف الذي يعد من قطاعات إنتاج العسل المحلي في المملكة، وينعكس على الأحياء البحرية بالكامل التي تعيش على أشجار المانغروف وحمايتها من الاعتداء وتستخدم البيئة المانغروفية كمركز رحم وحضانة، كما ينعكس وعلى الأسماك التي تستفيد من الأحياء البحرية الدقيقة، والعملية برمتها تخدم قطاع الثروة السمكية وبخاصة أن سوق السمك في محافظة القطيف يعد من أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط على مستوى المبيعات"، مشيرا إلى أن الغابة خسرت من مساحتها الكثير ولم يتبق منها إلا نحو 5 %. وتابع "تمتد الغابة من دارين إلى الربيعية، وتتخطى بعد ذلك المساحة كيلو ونصف الكيلو وصولا لمنقطة السنابس، وبعدها تمتد من مبنى البلدية إلى مركز حرس الحدود إلى شمال جنوب شرقا، ولدينا الغابة الكبرى للمانغروف الموجودة حاليا وهي من الشرق إلى الغرب في حي الزور وعند مخطط الجامعيين "ج" وتمتد مقابل في العمق مقابل الصناعية بمنطقة تركية"، مشيرا إلى أن هناك مناطق قابلة للاستزراع في الجهة الشرقية والجهة الشمالية قريب مبنى حرس الحدود. عامل سياحي وأكد الصفواني أن في المنطقة عوامل سياحية مهمة جدا يمكن استغلالها سياحيا، منها وجود المقابر الهيلينية خلف الساحل، وهي لم تتغير حتى الآن، وعندها يفضل عمل متحف كبير جدا ويمكن ضم أراضي للمتحف، ويعمل فندق كمقترح وتكون حركة السياحة في تلك المنطقة، مقترحا فتح المسارات أغلقت بالأنابيب بحيث تكون منطقة سياحية في الغابة التي تحتوي على أشجار مانغروف كبيرة ومعمرة، وقال: "سبق أن فتحت الجمعية بشكل تطوعي مع البلدية مسارات بنحو 3 كيلو متر وصولا إلى أشجار المانغروف بحيث تصلها المياه بسهولة بعرض 4 أمتار تقريبا، وتابع "إن المطلوب تفتح مسارات أكبر وأكثر وعمل مسار حلقي إلى الغابة وإزالة ما استحدث من ردم في بعض المواقع واستزراعها من جديد، ونتمنى جعل المنطقة سياحية في شريط يمتد من دارين وتاروت إلى العوامية وصفوى ضمن خليج تاروت وهذه المناطق جاهزة لمشاريع السياحية البيئية، وقال: "بالطراد تكون قريبة من بعضها ومن الغابات الأخرى ويتم صنع مسار بحري من الغابات، ما ينعش السياحة والغابة والأحياء الدقيقة التي ترى بالعين، وإكثار الطيور والأسماك الساحلية وتستفيد منها الأسماك في الأعماق"، مشددا على أن ذلك عامل مهم لصنع اقتصاد كبير من ناحية السياحية والاقتصاد السمكي على مستوى المملكة، وبخاصة أن مشاريع مزارع الأسماك تعد مكلفة للغاية بينما المنطقة مزرعة أسماك طبيعية وضخمة، مؤكدا أن المشروع سيعوض خسارة الغابة لأشجارها وبالتالي حالة الركود التي تسببت فيها عدم استغلال منطقة الغابة لتنمية الثروة السمكية في المنطقة، مقدما الشكر إلى القيادة الرشيدة على الإعلان الذي وصفه ب"المهم جدا، وقال: "إن إعلان ولي العهد مثل نقلة نوعية على المستويات كافة منها الاجتماعي والاقتصادي والسياحي والبيئي". نقلة نوعية وشدد عبدالحليم آل كيدار عمدة جزيرة تاروت على أن إعلان ولي العهد الأمين عمل نقلة نوعية في الخدمات وفي الجانب الاقتصادي والسياحي، وقال: "يعد الإعلان إنجازا كبيرا وتحولا ضخما في المنطقة وهو ضمن رؤية 2030 ومن أكبر المشاريع على مستوى المنطقة الشرقية"، مضيفا "أن التحول الكبير من التركيز على القلعة التاريخية وإنشاء المطار الأول في المملكة والميناء والفنادق السياحية والمشاريع العملاقة مثل ارتياحا للناس في تاروت ودارين، وهو هدية من القيادة الحكيمة إلى أبناء المنقطة في ظل التنمية المستدامة لكامل مناطق الوطن"، مضيفا "أنه مشروع كبير يأتي تقديرا لأبناء المنقطة وهذا ليس بغريب على قيادتنا الرشيدة التي عودت الشعب السعودي في جميع المناطق على تقديم التنمية له"، مشيرا إلى أن ذلك يعد أكبر توسعة في المنقطة تشهدها محافظة القطيف"، وتابع "إن الدولة تصرف أموالا في سبيل إسعاد أبناء محافظة القطيف كغيرهم من المحافظات الأخرى والانفاق العام يأتي ليعزز من التنمية المستدامة في المنطقة"، مشيرا إلى أن أهالي دارين وتاروتوالرياض وأبها والمدينة المنورة وبقية المناطق أسرة واحدة في ظل قيادة حكيمة ورشيدة. غابة المانغروف ستكون الأكبر في منطقة الخليج العربي جعفر الصفواني عبدالحليم آل كيدار