في أول عام يصومه خارج بلده سلطنة عمان يحكي صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد سفير سلطنة عمان الشقيقة لدى المملكة، ذكريات رمضان في أولى سنواته وكيف يستبشرون بقربه والحراك الذي يصاحبه واجتماع العائلة في البيت الكبير، وينقل في حواره مع "الرياض" تفاصيل العادات العمانية الرمضانية، ويبين كيف أن السهر لديهم في هذا الشهر المبارك هو من العادات المرفوضة، وينقل لنا الموقف أو الحدث المرتبط بشهر رمضان وما زال عالقاً في ذهنه، إلى الحوار. * ماذا بقي من ذكريات سنواتكم الأولى في الصيام؟ وكيف كانت أجواء رمضان في سلطنة عمان قديماً؟ * أتذكر بأننا كنا نستبشر بقرب رمضان ونسعد بدخوله وننشغل بتزيين البيت من الداخل ووضع الفوانيس كان هناك حراكا جميلا في البيت، فالوالد - رحمه الله - كان يحرص على أن يكون موجوداً على مائدة الإفطار ونحن نستعد قبل أذان المغرب للاستمتاع بالأكلات التي كنا ننتظرها من عام إلى عام، أما أجواء رمضان فتتغير من سنة إلى سنة والأجواء العامة في سلطنة عمان لا تختلف كثيرا عن الأجواء الخليجية بطبيعة الحال، حيث الطقوس العائلية المعتادة واجتماع الأخوان والأخوات في البيت العود. * متى كان أول رمضان تصومونه خارج البلاد؟ * هذا العام هو أول رمضان أصومه خارج سلطنة عمان، رغم أن العام الماضي كان أول سنة لي في المملكة لكنني كنت في مسقط بإجازة عمل طيلة شهر رمضان. * ما العادات والتقاليد العُمانية خلال شهر رمضان المبارك؟ * كثرة الزيارات حيث أتذكر حرص الوالد - رحمه لله - على الموازنة بين عدد الأيام التي نفطرها في البيت وبين الإفطار عند الأقارب وأصدقاء العائلة، شهر رمضان يشعرك بهذا الواجب كونك بقية العام مشغول بطبيعة الحال، من العادات عدم السهر حيث إن الساعة 12 تعد ساعة متأخرة، وترتبط الزيارات إما بالإفطار أو بعد التراويح كون أغلب الناس تميل إلى أن السحور يكون عائلي في البيت وإن كانت الفنادق والمطاعم باتت تتنافس فيما بينها على موائد الإفطار والسحور. * ما الأطباق الرمضانية المشهورة بها المائدة العمانية؟ * هناك تشابه كبير بين بعض الأصناف مع دول مجلس التعاون كاللقيمات وقرص العقيلي والكعك والشوربة، وعندنا بعض الأكلات التي تتنوع تسمياتها حتى على مستوى مناطق السلطنة مثل "الخبيصة" التي تشبه في السعودية شكلاً ومذاقاً طبق "الحنيني"، وهناك أيضا الخبز المندازي المنفوخ والمصانف وهي الخبز إما باللحم أو بالسمك وهناك أيضا "العرسية" وهو طبق مثل الهريس ولكن بالأرز. * ما الموقف أو الحدث المرتبط بشهر رمضان وما زال عالقاً في ذهنكم سواء على الصعيد الشخصي أو العام؟ * أتذكر عندما قالت لي ابنتي في أول رمضان خلال جائحة كورونا عام 2020: بابا شعور جميل أنه أول رمضان يدخل علينا وما تكون أنت وماما مشغولين بالعزايم والدعوات.. كان بالفعل شعور جميل للغاية استخلص منه البعض الدروس بأن للأسرة حقا في رمضان. * يحظى العُمّار والزوّار خلال شهر رمضان المبارك بمنظومة خدمات متكاملة لتسهيل أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، كيف يرى سموكم عناية حكومة المملكة بالحرمين الشريفين خصوصا في هذا الشهر الكريم؟ * هذا العام نسبيا يُعد استثنائيا ونحن خارجون من الجائحة والنفس تتوق للرجوع إلى ممارسة الشعائر من دون التخوف من الإجراءات الاحترازية والجهود التي عملتها المملكة بهذا الشأن مع ضغوط الجائحة جهود مشكورة غير مستغربة، كما أحب أن أشيد بالبث التلفزيوني المباشر من الحرم في رمضان وأتذكر الوالد - رحمه الله - كان يحرص أن يشاهد التلفزيون تقريبا على مدار اليوم وارتبطنا بذلك منذ صغرنا، وأنا أتشرف أن أكون سفيرا في هذا البلد الطيب في فترة تشهد حراكا جميلا ومتناميا بين البلدين الشقيقين. فيصل آل سعيد في أول عام يصومه خارج سلطنة عمان