بينت فرانسيس هوغن، المبلغة عن مخالفات "فيسبوك"، إن القلق يساورها بشأن الخطط التي أعلنت عنها مؤخرا الشركة، من أجل تطوير "ميتافيرس" بمساحات افتراضية، حيث يمكن القيام بمهام العمل وممارسة الألعاب والتسوق. وكان نيك كليج، نائب الرئيس لشؤون التخطيط والعلاقات العامة في فيسبوك، أعلن في بيان صدر الشهر الماضي، أن الشركة تتعاون مع آخرين لتطوير "مرحلة جديدة من التجارب الافتراضية المترابطة باستخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز" أو "ميتافيرس"، وهو مصطلح يستخدم لوصف العوالم الرقمية التي يمكن أن يتفاعل فيها العديد من الأشخاص في بيئة ثلاثية الأبعاد. وقالت هوغن: "أنا شخصيا أشعر بالرعب من فكرة إضافة المزيد من الميكروفونات وأجهزة الاستشعار من جانب فيسبوك في منازلنا ومكاتبنا، ومن غرس هذه الأنظمة في حياتنا، والتجسس علينا، في الوقت الذي لا يكون لدينا أي فكرة عن كيفية استخدامهم لتلك البيانات". وذكرت مديرة الانتاج السابقة في "فيسبوك": "الشركة أظهرت مرارا أنه ليس من الممكن الوثوق بها، وأن بياناتها العامة لا تتطابق مع التطورات التي تتم داخل المجموعة". وأضافت هوغن قائلة: "لقد صدمت حقا من إعلان /ميتا/"، مشيرة إلى أنه أظهر أن الشركة تضع مواردها حاليا في المكان الخطأ. وقالت هوغن: "لقد كان بإمكاننا أن نحافظ على سلامة الاشخاص في إثيوبيا الآن، لأن هناك عنفا عرقيا يحدث بسبب وسائل التواصل الاجتماعي". وقد اتُهم فيسبوك بتأجيج العنف في منطقة تيغراي الإثيوبية، من خلال السماح بانتشار معلومات كاذبة. وفي إشارة إلى إعلان شركة فيسبوك إلى أنها ستوفر عشرة آلاف وظيفة جديدة لذوي المهارات العالية داخل الاتحاد الأوروبي على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، للمساعدة في بناء ما يسمى بال "ميتافيرس"، قالت هوغن: "أعتقد أن حقيقة أن فيسبوك يمكنها أن تتحمل تكاليف عشرة آلاف مهندس لمراجعة الألعاب، وليس من أجل أنظمة الأمان، تظهر أن هناك افتقارا ملحوظا للقيادة". من ناحية أخرى، قالت شركة "فيسبوك"، ردا على تعليقات هوغن، إن الموارد تم وضعها بصورة خاطئة، وقالت إنها في طريقها لإنفاق أكثر من خمسة مليارات دولار على السلامة والأمن في عام 2021، وأن هناك 40 ألف شخص يعملون على هذه القضايا. وقال متحدث باسم "فيسبوك": "الأمر ليس كما لو أن الشركة لا يمكنها سوى بناء تقنية جديدة، أو الاستثمار في الحفاظ على سلامة الناس. من الواضح أننا يمكننا، ويجب علينا، القيام بهذين الأمرين في نفس الوقت، ونحن نقوم بذلك بالفعل". كما أكدت هوغن أن "فيسبوك" ترغب في بيع أجهزة مثل "أجهزة الرأس للواقع الافتراضي" بسعر التكلفة أو بأقل منه، كجزء من خطط أعمال "ميتافيرس" الخاصة بها، موضحة أنه "يجب أن يكون ذلك بمثابة إنذار لكل شخص في مجتمعنا، لأنه في هذه المرحلة لا يكون المُنتَج هو النظام، ولكن المُنتَج هو أنت". وكان مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة فيسبوك ورئيسها التنفيذي، قد أعلن مؤخرا عن تغيير اسمها التجاري ليتحول إلى "ميتا"، للتأكيد على تركيزها على ال "ميتافيرس"، باعتباره مستقبل الاتصالات الرقمية. وقالت هوغن: "إنهم يريدون أن يجعلوا من المستحيل على الآخرين التنافس مع فرص متكافئة، لأن فيسبوك يمكنها أن تحرق الأموال من أجل الوصول إلى عقلك". وكانت الموظفة السابقة في شركة "فيسبوك" قد قامت بتنزيل مجموعة كبيرة من الوثائق الداخلية، وجعلتها متاحة للكونغرس الأميركي والسلطات ووسائل إعلامية مختارة. وبحسب هوغن، فإن المعلومات تثبت أن الشركة تضع الأرباح قبل مصلحة مستخدميها. فعلى سبيل المثال، تم تجاهل مؤشرات داخلية تشير إلى أن منتجاتها ضارة بالمستخدمين. ومن جانبها، ترفض شركة "فيسبوك" تلك الاتهامات. وقد رحبت هوغن بالقرار الأخير لشبكة الإنترنت بإلغاء ميزة التعرف على الوجه، حيث قالت: "أعتقد أنه يظهر أهمية اتخاذنا لموقف حازم أمام إجراءات فيسبوك"، مضيفة: "لأننا عندما نقف سويا ونطالب بأمور معقولة، فإن ذلك يظهر أننا يمكننا إحراز تقدم".