توافد الآلاف من التونسيين الداعمين لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد الأحد، على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. وتجمع أغلب الأنصار أمام مبنى المسرح البلدي والشارع المحاذي له اللذين ضاقا بهم، مرددين شعارات مؤيدة لقرارات سعيد، وفق ما عاين مصور وكالة الأنباء الألمانية. وحضرت قوات الأمن بكثافة في الشارع الذي نصبت فيه حواجز حديدية، ومنعت المحتجين من تجاوز نصفه الثاني الذي يضم مقر وزارة الداخلية. وتأتي الوقفة رداً على وقفة مماثلة نظمها معارضو الرئيس الأحد الماضي، في المكان نفسه للتنديد بتعليقه معظم مواد الدستور وتوليه أغلب السلطات تمهيداً لإصلاحات سياسية. ورفع المحتجون الذين ناهز عددهم ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف شخص قبل حلول منتصف النهار، "الشعب يريد حل البرلمان"، "الأحياء الفقيرة مع قيس سعيد"، "كلنا قيس" و"لا للشرعية الدستورية". كما رفع المحتجون شعار الحملة الانتخابية للرئيس سعيد قبل عامين "الشعب يريد". وتعيش تونس مأزقاً سياسياً ودستورياً منذ إعلان سعيد التدابير الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي، وتجميده البرلمان اعتماداً على المادة 80 من الدستور بدعوى وجود "خطر داهم". وكلف سعيد الجامعية نجلاء بودن بتشكيل حكومة في سابقة هي الأولى في تاريخ تونس، مضيفاً أن بودن ستتولى رئاسة الحكومة مدة التدابير الاستثنائية من دون أن يحدد سقفاً زمنياً لذلك. ولوح المتظاهرون بالأعلام التونسية ورفعوا لافتات تندد بحزب النهضة، أكبر أحزاب البرلمان والذي كان المعارض الرئيس لسعيد. وقال المتظاهر سالم عجرود "لقد فشلوا فشلاً ذريعاً وجلبوا لنا الفقر والمرض والجوع. لقد دفعوا بالشباب إلى الموت في البحر. نطلب من الرئيس حل البرلمان ومحاسبة من جعل الشعب يعاني طيلة عقد". وجاء تدخل سعيد في أعقاب سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي والفساد الإداري وتفاقم الوضع بفعل إغلاق باهظ الثمن في العام الماضي، لاحتواء فيروس كورونا وبطء حملة التطعيم واحتجاجات في الشوارع. ويلقي كثير من التونسيين باللوم في هذه المشكلات على النخبة السياسية الفاسدة التي تهتم بمصالحها ويرون أن سعيد، وهو مستقل انتخب في عام 2019، بطل شعبي. ويرى أنصار الرئيس على نطاق واسع أن تدخله كان ضرورياً لتصحيح المسار بعد انحراف التجربة الديموقراطية بفعل أصحاب المصالح. ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن ما أخذه سعيد من خطوات يحظى بتأييد واسع النطاق. ورغم أن مظاهرة الأحد نظمها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أيدتها ثلاثة أحزاب صغيرة في البرلمان، من بينها حزب حركة الشعب، وقالوا: إن الشلل في النظام السياسي أجبر سعيد على التدخل.