عقلية اللعب بالمحصلة الصفرية هي التي تتصدر المشهد اليمني بإدارة إقليمية، وحسابات المحصلة الصفرية تقوم على أنك إذا لم تحقق مكاسب في مناطق سيطرتك، أو سيطرة الطرف الآخر، فبلاشك فأنت كاسب طالما الطرف الآخر يُمنى بالخساير والانتكاسات والفوضى الداخلية. في كتاب "الخروج من الفوضى" للباحث الفرنسي جيل كيبل، والذي تتبع الفوضى في منطقتنا "العربية" الشرق أوسطية، وجد أن الجماعات الدينية الإرهابية ترتبط بالنفط، والنفط مرتبط بالحقول وأنابيب وموانئ التصدير، وأن المناخ الذي يخيّم على الصراع بفعل الدعاية الدينية العملاقة، ونبّه إلى أن العقل العربي محلك سر بنفس السياسات، فإما غارق بالتبعية، أو غارق في سوء التنمية، وخلص في كتابه إلى أن رؤية العالم من حولنا عن المشكلة اليمنية بأنها محكومة بفوضى داخلية بالمقام الأول، وأن الحلول للصراعات هي حلول وهمية، نظراً لأن الأطراف المتصارعة اليمنية تعاني من اختراق، وتوجيه وعدم قدرة على الإدارة الذاتية والانفراد بالقرار، وعن أي حلول ممكنة ذات يوم، فقد تطرق بأن اتفاقاً ما بين روسيا والدول الغربية قد يكون كفيلاً بإخراج اليمن من الصراعات على حسب زعمه. تلوح في الأفق استراتيجية بديلة، لعل وعسى أن تصنع نقطة تحول يمثلها مشروع وطني بموجبه يتم استعادة الصراع، طالما هناك أفق انسداد لمفاوضات السلام في اليمن، واستمرار الإخفاق في استنفاد فرص التسوية على أساس "وقف إطلاق النار". الوضع يحتاج إلى تجسير الفجوة ما بين طرف لا يريد السلام، وآخر يبحث عنه بكل الوسائل لدرجة أنه طاف مختلف دول العالم بحثاً عنه، وبالتالي يلوح أفق استراتيجي بخيارات بديلة، تتمثل بخسارة الطرف المتعنت لمكاسبه التي جناها في اتفاق ستوكهولم، ويقابلها إعادة تعريف الشرعية لنفسها بمكاسب عسكرية تنهي زخم الانقلاب بمحصلة صفرية على أقل تقدير. * باحث استراتيجي يمني