في الوقت الذي يحاول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استخدام لغة دبلوماسية ناعمة لتلميع السياسات العدائية والإرهابية للنظام الإيراني، ومحاولة تجنب التبعات القانونية والدولية لتدخلات بلاده في اليمن، يستمر المرشد ومستشاروه وجنرالات الحرس الثوري في إطلاق التصريحات المتعجرفة وأساليب التهديد ولغة الوعيد، آخرها التصريحات الإيرانية المتفاخرة بتقديم مساعدات عسكرية واستشارية لميليشيات الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران. الجمعة الماضية، سارعت الخارجية الإيرانية، إلى إطلاق تصريحات دبلوماسية حاولت من خلالها التغطية على واقع الدعم العسكري والمالي للميليشيا التي تعد ذراع الحرس الثوري الإيراني في اليمن بقيادة الجنرال عبدالرضا شهلابي المصنف في قائمة الإرهاب الدولية، وانتقل عبر التهريب إلى صنعاء قبل عدة سنوات لقيادة وتوجيه الميليشيات وتبعه الجنرال "حسن إيرلو" المنتحل لصفة سفير. وفي بيانها، حاولت الخارجية الإيرانية ترقيع تصريحات وزير النفط الإيراني السابق والمعاون الاقتصادي لقائد فيلق القدس، رستم قاسمي، الذي اعترف صراحة بدعم إيران لميليشيات الحوثي وبوجود قادة ومستشارين وخبراء عسكريين إيرانيين في اليمن، وهو ما نفته الخارجية الإيرانية وزعمت في بيانها أن تصريحات قاسمي "تتنافى مع الواقع ومع سياسية إيران تجاه الأزمة في اليمن". وأشارت في بيان لها إلى أن "المراجع الرسمية هي التي تعبر عن مواقف وسياسات إيران تجاه القضايا المهمة" معترفة في الوقت نفسه بتقديم دعم سياسي للانقلابين. وسرعان ما رد القيادي في فيلق القدس، رستم قاسمي في حسابه الرسمي بتويتر، على بيان الخارجية الإيرانية بتصريحات تنطوي على سخرية واستخفاف بما تضمنه بيان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، قائلاً: "السادة في وزارة الخارجية مشغولون بلعبة التفاوض التي لا نهاية لها لدرجة نسوا معها السياسات الثورية الإيرانية"، وأعاد قاسمي بث فيديو قديم لرئيس هيئة الأركان محمد باقري يتحدث فيه عن دعم إيران لميليشيات الحوثي في اليمن. وكان قاسمي قد اعترف في مقابلة أجرتها معه قناة معه RT الروسية بوجود خبراء ومستشارين عسكريين إيرانيين لمساعدة الانقلابيين الحوثيين في اليمن، وأكد أن الحرس الثوري الإيراني يقدم دعماً عسكريا لهم، متفاخراً بتزويدهم بالأسلحة ومساعدتهم في تطويرها. وقال وزير النفط الإيراني السابق والمعاون الاقتصادي لقائد فيلق القدس: "نحن نقدم مساعدات استشارية عسكرية للحوثيين وكل ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة ناتج عن مساعداتنا، ونحن ساعدناهم في تكنولوجيا صناعة السلاح". وفي أوقات سابقة أعترف مسؤولون إيرانيون كبار بدعم بلادهم للحوثي، أبرزهم رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري، والقائد السابق للحرس الثوري عزيز جعفري، والقائد الحالي حسين سلامي الذي شغل منصب نائب قائد الحرس الثوري، وجميعهم اعترفوا بالدعم الإيراني العسكري والفكري والاستشاري للانقلابيين الحوثيين. وسخرت الحكومة اليمنية من تصريحات وزير الخارجية الإيراني الذي نفى ما ورد في تصريحات رستم قاسمي، واعتبرتها محاولة تلميع فاشلة لاعتراف وزير النفط السابق والمساعد الاقتصادي لفيلق القدسالإيراني الذي أكد الأربعاء الماضي، أن بلاده تقدم دعماً عسكرياً وتكنولوجيا واستشاريا لميليشيات الحوثي في اليمن. وحول ذلك قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي ل"الرياض": "تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ليست أكثر من حذلقة وأكاذيب ومحاولة ترقيع لما جاء في تصريحات رستم قاسمي حول دعم إيران للحوثيين". وأضاف "تكذيب الخارجية الإيرانية لتصريحات وزير النفط الإيراني الأسبق والمستشار الاقتصادي الحالي لفيلق القدس عن تقديم المساعدات للميليشيات الحوثية، يؤكد أن النظام الإيراني يستغل جواد ظريف كأحد الأوجه الناعمة لنشر الأكاذيب والتبريرات وعبارة عن مجرد واجهة للإعلام الدولي". وبين أن وزير الخارجية الإيراني حاول المناورة من خلال تصريحه، لكنه تناسى أنه لا يملك حتى هامشاً للمناورة السياسية، إذ إنه بلا قرار ودون صلاحيات وليس لديه تأثير في السياسية الخارجية لبلاده، وهو ليس أكثر من مجرد وزير صوري لا يمكن أخذ تصريحه حول اليمن على محمل الجد. مشيراً إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو من بيده السياسة الخارجية وملف التدخلات الإيرانية في دول المنطقة ومنها اليمن، وتكذيب ظريف لتصريحات قاسمي دليل على ذلك، يُضاف إلى قيام الحرس الثوري بتهريب أحد جنرالاته "حسن أيرلو" ومنحه صفة سفير لدى الميليشيا الانقلابية في صنعاء. ويهيمن المرشد الأعلى والحرس الثوري الإيراني، على السياسة الداخلية والخارجية لإيران، من خلال السيطرة الكاملة على المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وتتركز مهمة الحرس في شن عمليات عسكرية إرهابية في الخارج وإدارة الفوضى وتصديرها إلى دول المنطقة تحت مسمى "مبادئ الثورة الإيرانية "التي قال رستم قاسمي، المساعد الاقتصادي لفيلق القدس إنها تحتم على الحرس الثوري مواصلة تقديم الدعم العسكري للحوثيين، بينما جواد ظريف يجهد نفسه بإطلاق تصريحات عبثية يحاول من خلالها إنكار دعم بلاده للميليشيات في اليمن. وكان المبعوث الأميركي الخاص باليمن، تيم ليندركينغ، قد قال الخميس إن دعم إيران لميليشيات الحوثي "كبير جدا وفتاك"، كما أبلغ جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أن "إيران تدعم الحوثيين بطرق عديدة من خلال التدريب وتزويدهم بدعم فتاك ومساعدتهم على صقل برامجهم للطائرات المسيرة والصواريخ". مشيراً إلى إنه "لا يرى أي مؤشرات على أن إيران تدعم الحل السياسي في اليمن، وما أراه هو دعم متواصل وتحريض الحوثيين من قبل الإيرانيين حتى يتمكنوا من مواصلة الهجمات".