كشفت معلومات أممية عن القبض على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن خالد باطرفي والمعروف باسم "أبي مقداد الكندي" خلال عملية أمنية في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة في أكتوبر الماضي. وقالت مصادر: إن باطرفي استدعي في اجتماع بأحد المنازل واعتقل وهو على قيد الحياة. ويواجه تنظيم القاعدة تحديًا جديدًا وملحًا فيما يتعلق بقيادتها وتوجهها الاستراتيجي، بعد فترة استثنائية من استنزاف كبار قادتها في أفغانستان ومالي والصومال واليمن وسورية. وذكرت تقارير أن اعتقال باطرفي أدت إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي. فيما أشار المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإرهابية (سايت) إلى تقارير غير مؤكدة في أكتوبر، عن اعتقال باطرفي من طرف قوات الأمن اليمنية. لكن التقرير الأممي لم يقدم مزيداً من التفاصيل حول عملية الاعتقال تلك، كما لم يكشف مكان باطرفي حالياً. ويعتبر باطرفي بمثابة كنز من المعلومات، لما يختزنه من معلومات عن التنظيم الإرهابي. ويعد باطرفي أحد المنظرين الرئيسين لتنظيم القاعدة، فقد ساعد في الإشراف على عملياته الخارجية قبل أن يصبح زعيماً له في اليمن. يذكر أنه تم تعيين باطرفي رئيساً للتنظيم في فبراير من العام الماضي عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق قاسم الريمي في غارة أميركية نفذتها طائرة من دون طيار (درون) في اليمن، وعين باطرفي خلفاً له. وذكر تقرير الأممالمتحدة أنه "بالإضافة إلى خسائرها على مستوى القادة، فإن القاعدة تعاني من تآكل في صفوفها بسبب الانشقاقات، لا سيما بعد الضربات والهزائم الكبرى التي تلقتها في محافظة البيضاء". من ناحية أخرى، جدد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك التزام حكومة بلاده بمسار السلام إذا توافرت الشروط الموضوعية لذلك وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً والمؤيدة دولياً. وقال لدى لقائه أمس الأول في عدن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي هانز جروند بيرغ، وسفراء كل من ألمانيا، بلجيكا، فرنسا، هولندا، إيرلندا، فنلندا، السويد، ونائبة السفير النرويجي المعتمدين لدى اليمن: "إن ميليشيا الحوثي وداعميها في طهران وبدون ضغط دولي حقيقي لن يرضخوا للسلام". وأضاف: "ميليشيا الحوثي لا تمتلك قرارها وإنما تنفذ أجندة النظام الإيراني في المنطقة ولا يعنيها معاناة الشعب اليمني واستمرار الحرب، وتستخدمها طهران لابتزاز المجتمع الدولي في ملفات أخرى، لذلك فإنه من دون ضغط حقيقي على الداعم الرئيس لهذه الميليشيات لن يكون هناك سلام وسيظل استهداف اليمنيين ودول المنطقة وتهديد الملاحة الدولية قائماً"، طبقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وأحاط المسؤول اليمني رئيس بعثة وسفراء دول الاتحاد الأوروبي بمختلف التطورات والتحديات القائمة وما تبذله حكومة بلاده من جهود للتعامل معها وأهمية دعم المجتمع الدولي لمشروع برنامجها المتضمن أهدافاً رئيسة وأولويات تتمحور في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي. بدورهم أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي والسفراء الأوربيون المرافقون له في زيارتهم إلى العاصمة اليمنية المؤقتة، أن هذه الزيارة وبهذا العدد الكبير من سفراء الدول الأوروبية هي رسالة دعم للحكومة والشعب اليمني في هذه المرحلة لاستعادة الأمن والسلام والاستقرار. وتسلم رئيس الحكومة اليمنية رسالة خطية من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، تضمنت التهنئة الحارة نيابة عن الاتحاد الأوروبي بتشكيل الحكومة الجديدة. وأعربا عن ثقتهما بأنها ستتغلب على التحديات التي تواجهها واتخاذ قرارات جريئة من أجل جميع أبناء الشعب اليمني. وعبر وفد الاتحاد الأوروبي عن إدانة الاتحاد بأشد العبارات للهجوم الأخير الذي استهدف مطار عدن الدولي بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة. مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي شريك قوي مع اليمن وسيعمل يداً بيد مع الحكومة في الجهود الرامية للوصول إلى مستقبل مستقر ومزدهر لليمن بأكمله. في السياق أشار وزير الخارجية اليمني إلى أن اتفاق الرياض شكل حدثاً إيجابياً مهماً جدد الأمل بمستقبل أفضل لليمن، كما أكد أن نهج الحوار والمصالحة هو السبيل الأنجع لحل الخلافات ونزع فتيل الصراع. لافتاً إلى أن الأجواء السياسية الإيجابية السائدة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والتي تنعكس إيجابياً على أداء الحكومة اليمنية التي شكلت واحداً من أهم نجاحات اتفاق الرياض.