أطلقت أمانة المنطقة الشرقية حملة "الشرقية نظيفة" تحت شعار "شيل كيستك ونظف ديرتك" وهي حملة في كل محافظات ومدن وقرى المنطقة الشرقية، فكرة صغيرة لفعل كبير ومؤثر وهو أن كل فرد من أفراد المجتمع سواء كان مواطن أو مقيم يساهم في النظافة العامة وكان الهدف من الحملة هو رفع مستوى النظافة ونشرها كثقافة بين أفراد المجتمع وكذلك تعزيز قيم المبادرة والعطاء والبذل من خلال التطوع. تصرف الدولة مليارات الريالات على عقود النظافة السنوية وعشرات الآلاف من عمال النظافة قدرت العقود بقرابة 4 مليارات ريال و50 ألف عامل نظافة، ويسكن هذه الأرض الطيبة المملكة العربية السعودية ما يزيد على 32 مليون نسمة ومن غير المقبول ما يحدث من تلوث بصري وبيئي بسبب انخفاض الوعي فيما يخص النظافة في المرافق العامة والمتنزهات البرية والبحرية، وما يحدث على الطرق السريعة ما بين الأحياء والمدن، لذا كانت جهود الفرق التطوعية والتي كانت ومازالت هي المنقذ، ولكن يبقى الحل هو إيجاد مشاركة مجتمعية في وقت وزمن واحد من أجل إحداث الأثر والفرق ورفع مستوى الوعي للمجتمع ككل من خلال المجتمع ذاته ومن هنا جاءت مبادرة أمانة المنطقة الشرقية في إشراك المجتمع من أجل حل هذه الظاهرة الخطيرة على كوكب الأرض. حملة "الشرقية نظيفة" تحت شعار "شيل كيستك ونظف ديرتك" دعت جميع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية وجميع الأفراد من مواطنين ومقيمين للعمل على رفع نسبة النظافة من خلال المشاركة كل آخر سبت من كل شهر ميلادي ولمدة عام كامل، بحيث تكون النظافة ثقافة وعادة يمارسها الأشخاص من أي مكان يتواجدون به خارج منازلهم في المجمعات التجارية، المتنزهات البرية، والبحرية، في الحدائق العامة، حول منازلهم ومقار عملهم، وكل يساهم حسب مكانه ووقته وجهده، وقد ألغت الحملة بروتكولات الشعارات وتوحيد الزي وأطلقت العنان لكل الفرق التطوعية إظهار هويتهم وجهودهم حسب إمكاناتهم، ولكنها في ذات الوقت حرصت على الإجراءات الاحترازية الصادرة من وزارة الصحة وكذلك قواعد الأمن والسلامة الصادرة من وزارة الداخلية وغيرها من التعليمات التي تحفظ سلامة المشاركين والمساهمين. لقد فاقت الحملة التوقعات بعدد المتطوعين والمساهمين في الحملة ووجدت أصداء متفاعلة وداعمة من أبناء وبنات المنطقة الشرقية بل ومن خارجها، وكذلك التفاعل الكبير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ساهمت جهات كثيرة في دعم الفرق اللوجستي. نجحت الحملة نجاحا باهرا في بداية انطلاقتها الأولى وقد كان تأثيرها المجتمعي واضحا من خلال الفيديوهات والصور المتداولة من كل المحافظات والمدن والقرى التي شاركت، وهي بكل اختصار كانت عبارة عن إرادة رجل قوي آمن بالفكرة، ودعم مسؤولين وإيمان طواقم تطوعية وتقبل مجتمعي وقبل كل هذا حب الوطن والوعي والمسؤولية المجتمعية. المنطقة الشرقية فزت ولبت وكلّ حث وقال وفعل "شيل كيستك ونظف ديرتك"، وكما أسلفت هي فكرة صغيرة لدور كبير وهي مساهمة الكل مع الكل ومن أجل الكل.. انتهى زمن الاتكالية وبدأ زمن التعاون من أجل السعودية والجميع يستطيع من خلال أدوار قد يعتقد البعض أنها هامشية لكنها كبيرة ومؤثرة.