اكتب، كل إنسان يجب أن يقرأ ويكتب، والقراءة كلنا فعلناها لكن القليل يكتب، اكتب أي شيء، الأفكار ستجر بعضها. قالت الكاتبة جوليا كاميرون إن الكتابة تفريغ لما في العقل وليست استحثاثاً له أن يفكر، صحيح، وهذا يزيح العبء عن الكاتب خاصة الجديد والذي يتوقع أنه يجب أن يأتي بفكرة فريدة مبهرة، إذا شعر أن الكتابة أشبه بالمذكرات فهذا أيسر، لن تعصر ذهنك وتضغط نفسك وتوتر أعصابك، ستجعل القلم يسير بحرية، إن شاء أن يأخذك شرقاً شرّقتَ وإن غرباً غرّبت، كأنك الراكب وهو السائق، أنت مراقِب وهو المحرك المشتعل الذي يمشي على صفحات كراستك تاركا آثاره النارية. ماذا سيكتب؟ قصة؟ خاطرة؟ تأملات؟ لا أدري، لهذا أسألك، لكن حتى أنت لا تدري! تذكر، أنت مراقِب، يدك تعمل وعينك تنظر، لا يجب أن يكون ذهنك مشبعا بالأفكار طوال الوقت، فقط يجب على يدك أن تمضي في الكتابة، كالسيارة على طريق لا تدري أين ينتهي، أنت تنظر خارج النافذة وترى المَشاهد تمشي بسرعة، السائق واثق لأنه يعرف وجهته، قلمك يعرف أين يذهب وإن لم تعرف أنت! دعه ينطلق، بل هو أفضل من تلك السيارة؛ لأنها لا تمشي إلا بوقود وأما هو فحتى من دون وقود أفكارٍ حاضرة يسير ويرتجل الأفكار ويولّد الكلمات، لا شيء عشوائي فعلا، قلمك يتجاوز عقلك الواعي ويتصل بعقلك الباطن، يستمد منه الطاقة، الواعي محدود، قد يفلس وقد يعجز وقد يجف، لكن الباطن مستودع لا نهائي من الأفكار والطاقة. لقد اتفقا من دون علمك، ومثل الأب الذي يأخذ اللعبة من ابنه وقت المذاكرة أو النوم، أو القَدَر الذي يحرمك أمنية تشتهيها لأنها ستسبب لك ضررا بالغا، يتفق القلم مع عقلك اللا واعي ليصنع الخير والإبداع، ترغب أن تكتب شيئاً لطيفا وعقلك الواعي يقول: «مستحيل، أنت أقل من ذلك»، لكن عقلك الباطن يقول بثقة: «لا عليك، سأمدك بما عندي، اتبعه وامض حتى آخر الطريق، ولا تسألني عن معنى أو حكمة ما أقول، فقط افعل». هل ستطبق تعليماته الحكيمة؟ أم تستسلم للناقد الداخلي الذي أتقن عقلك الواعي أن يصمّ أذنك بسلبياته؟ اكتب!