كسب الملايين وليس صرفها

«تعدد القنوات لا يشكل عبئاً ما دام هناك قناة أساسية ممولة لهذه القنوات» هذه المقولة لمعالي وزير الإعلام السابق تركي الشبانة، والتي ذكرها لي عندما كان يتولى قنوات روتانا، وتحديداً عند انطلاق قناة روتانا خليجية، الشبانة بخبرته بهذا المجال القائمة على تجربته كعضو مؤسس لقناة «MBC»، كنت بالحقيقة متفائلاً كثيراً عند توليه مهام وزارة الإعلام بكونه وهو المتخصص بمجال القنوات التلفزيونية، أن يُحدث ذلك نقلة كبيرة في الجهاز الكبير والذي أصابه للأسف الهرم!
أعرف أن الأمر ليس مجالاً لاستذكار ماذا عمل الوزير السابق وما لم يعمل، ولكن وهذه حقيقة ولابد أن يعيها كل من يتولى مسؤولية الإعلام، أن الاعلام التلفزيوني لدينا لا يمثل مطلقاً المرحلة التي نعيشها، وهذه حقيقة لا يجب أن تحوم حولها الخطوط الحمراء، الأمر وصل لمرحلة محزنة بكل ما تعنيه الكلمة، نظرية أن التلفزيون مجرد جهاز حكومي أعتقد أنها انتهت منذ فترة طويلة ولكننا لازلنا ندور في محيطها.
كنا نتوقع أن إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون ستنقل الإذاعة والتلفزيون لأفق أرحب، كنا متفائلين وأحياناً نعود لواقعنا مصدومين، ما الذي تغير، المحتوى التلفزيوني ضعيف، وكشفته بكل وضوح قناة ذكريات، تخيلوا كنا ننعم بمحتوى تلفزيوني ضخم، المجال ليس مجال تقييم، الواقع يقول إنه كان لدينا إنتاج محتوى قوي، برامج، مسلسلات، نجوم متعددون، رغم أن الظروف ليست كالظروف الحالية!
في فترة سابقة تم الإعلان عن مركز تدريبي ضخم لمنتسبي التلفزيون والإذاعة بالملايين، وحضرنا التدشين والانطلاقة، وكان البعض يتوقع أن التدريب الحديث هو ما كان ينقص تطورنا بهذا المجال، وحتى الآن لا أعرف ما الذي تم، وما النتائج وهل استمر العمل أو توقف أو كان مجرد حفل إعلامي تمت دعوتي له أنا وعدد من الزملاء.
الأمر ليس مجرد تدريب، نحن في كل يوم نخسر صناعة ضخمة ومهمة وحيوية، هي صناعة المحتوى، الأمر في كسب مالي وليس مجرد صرف ملايين من الريالات على مسلسلات تافهة ولا تستحق ثمنها الخرافي، الإمكانات موجودة، والمشاهد موجود والوسائل التقنية متطورة لدينا ونستطيع تسخيرها لكسب الملايين من صناعة المحتوى التلفزيوني والإذاعي وليس كما اعتدنا صرف الملايين لمجرد الصرف.