لا شك أن ظهور جائحة كورونا في أواخر شهر ديسمبر الماضي وانتشارها على مدى واسع قد هزّ العالم أجمع فمع تداعيات المرض والأعداد الغفيرة التي أُصيبت به في شتى أنحاء العالم، والتي تَعدى عددهم حتى وقتنا هذا اكثر 3 ملايين ونصف إصابة مما أثار الذعر لدى الشعوب ووقفت الحكومات متأهبة للتصدي وبأي إجراء لمحاولة التخفيف من وطأة هذا الوباء. فمن ناحية الوباء وانتشاره ومحاولة السيطرة عليه ومن ناحية أخرى الإجراءات الأمنية التي اتخذتها كل دولة للحد من هذا الانتشار، فمع إجراءات العزل المنزلي وتوقف معظم الأعمال والمصالح ومنع أي تجمهر أو أي عمل من شأنه تجميع جماهيري مما كان له بالغ الأثر على كافة المجالات ونخص بالذكر الملاعب واللاعبين. وكافة المجالات الرياضية والأولمبيات والدوري. فلا يتمثل الضرر الناجم عن هذا الوباء قي المجال الرياضي على إصابة عدد من اللاعبين وأبرز مثل على ذلك إصابة مدرب فريق إرسنال واحتجاز لاعبي الفريق ومن ثم توقف الدوري الإنجليزي وإنما كان الأثر الأكبر في الإجراءات المتخذة من قبل كل دولة واتحاد الفيفا في توقيف كافة أنواع الدوري بكل القارات والبلاد، مما زاد من العبء المادي على الأندية. فمع توقف الدوريات وتوقف كل ما ينتج عنها من تدفق أموال وما يترافق معها من الماليات الآتية من البث التلفزيوني، وبذلك فقد شلت حركة الأندية مثلما شلت حركة الحياة بشكل عام، ليس هذا فحسب وإنما ظهرت العديد من المشكلات التي لم تتم مناقشتها من قبل كمشكلة انتهاء العقود مع اللاعبين، والتي كانت مرتبطة بوقت محدد فما الحل معها؟ وكذلك كيفية التعامل مع مشكلة أجور اللاعبين خلال أشهر التوقف؟ ومن هنا فإن الإجابة على هذين السؤالين لن يكون له أثر مؤقت على اللاعبين وإنما سيمتد أثره إلى ما بعد فترة الوباء. فمع ظهور مشكلتي العقود والأجور الخاصة باللاعبين في فترة التوقف ظهرت العديد من الاقتراحات التي نادت بها الأندية والكثير من الاختلافات التي ستسعى كل الأندية لتوفيرها في صيغة العقود في المرحلة المقبلة. ومن تلك التغيرات قامت بعض الأندية كالنادي الأهلي المصري باقتراح وضع بند القوة القاهرة في عقود اللاعبين في المستقبل، وكانت الخيارات المقترحة إما تخفيض قيمة عقود اللاعبين في فترة التوقف القهري، أو خصم القيمة المالية لتلك المدة من قيمة العقد الكلي أو اعتبار الأمر كان لم يكن واعتبار العقد ممتد. وهناك مشكلة انتهاء العقود بوقت محدد، والذي كان متزامن مع انتهاء الدوري، وبعد التوقف القهري للدوري فما هو الحل؟ فبعض اللاعبين ستنتهي عقودهم في تلك الفترة، والتي كان مخطط لها أن تكون بعد انتهاء الدوري، ومع توقف الدوري واستئنافه في وقت غير معلوم فما هي الطريقة المثلى للتعامل مع تلك العقود هل يتم تمديدها إلى مع بعد الدوري؟ أم هل يتم إنهاؤها؟ فهل اتحاد الكرة الفيفا سيقر تمديد عقود اللاعبين المنتهية إلى ما بعد يونيو. أم لن يقر ذلك، ويكون الحل هو تجديد العقد إاذا أراد الطرفين ذلك. وجاء الخبر الصادم من المدير القانوني لاتحاد الفيفا بعدم إمكانية التمديد مما آثار غضب الأندية.. ومن هنا نجد أن هناك صيغاً جديدة سيتم وضعها في عقود المواسم المقبلة ومنها عدم تحديد إنهاء العقد بتاريخ محدد إنما يرهن بتوقيت انتهاء الدوري متى ما كان وقت انتهائه. ونأتي إلى الدوري السعودي الذي أُوقف في أوجه بسبب الجائحة. فكل عشاق الكرة السعودية يتساءلون متى سيتابع الدوري مسيرته ويتعطشون لتلك المنافسة القوية التي كانت في بداية الدوري. ولكن وللأسف وحتى إن عاد الدوري في الوقت القريب سيكون من دون جماهير والذي في اعتقادي يمثل جزءاً من المنافسة، وسبباً من أسباب الفوز. *الأمين العام لنادي الدرعية