الحوثي.. مرجعية الفساد

أكدت مصادر يمنية مطلعة تزايد حدة الخلافات داخل أجنحة ميليشا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في سياق صراعاتها على إيرادات الفساد والنهب المتفشية في مختلف المؤسسات والقطاعات الحكومية الواقعة تحت احتلال ميليشيات الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، وفي مقدمتها وزارة المالية وعقارات وأوقاف الدولة، وفرع البنك المركزي اليمني بصنعاء.
وانتقلت الخلافات والصراع على إيرادات الفساد والنهب إلى حملات إعلامية وتبادل للتهم بإدارة وممارسة الفساد والسرقة والاختلاس على نحو ممنهج، بين قيادات كبيرة، بعضها على صلة مباشرة بزعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي، المعروف في الأوساط الشعبية اليمنية بالمرجعية العليا للفساد.
صراع الإيرادات
واتسعت فضائح فساد الميليشيا وتبادل التهم بين أجنحتها التي تتقاسم القطاعات والمؤسسات الواقعة تحت سيطرتها، وشملت البنك المركزي (فرع صنعاء) ووزارة مالية الانقلاب بصنعاء، وما تسمى اللجنة الاقتصادية الحوثية العليا، ومكتب المدعو مهدي المشاط المدير السابق لمكتب زعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي.
كما نشبت خلافات حادة بشأن تقاسم إيرادات الاتصالات والإنترنت، فضلاً عن تزايد حدة الصراع على إيرادات الكهرباء وتحويل المولدات الكهربائية إلى أملاك خاصة وتأجيرها للمواطنين بأسعار باهظة.
وسربت الأجنحة المتصارعة وثائق وأدلة فساد من أرصدة البنك المركزي (فرع صنعاء) تثبت فساد محافظ البنك المعين من قبل زعيم الميليشيا، ويدعى رشيد أبو لحوم بتحويله مبلغ 30 مليوناً إلى كمال خالد مدير مكتبه، ورصيد آخر بمبلغ ثمانية ملايين إيجار الشقة الخاصة التي يستعملها أبو لحوم لجلسات «مضغ القات» في المركز الليبي بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وحصلت «الرياض» على معلومات من مصادر يمنية مطلعة على خلفية الصراعات المحتدمة على إيرادات الفساد والنهب في المؤسسات الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، وتكشف أن الصراع الحقيقي في البنك المركزي واللجنة الاقتصادية الحوثية ووزارة مالية الانقلاب ومصلحة الجمارك، يدور بين الجناح الذي يمثله محمد علي الحوثي، وبين الجناح الذي يمثله مهدي المشاط وكلاهما على صلة مباشرة بزعيم الميليشيا.
فساد مُظلم
إلى ذلك، قال القيادي الحوثي ووزير السياحة المستقيل في حكومة الانقلاب بصنعاء، ناصر قزقوز، على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن الفساد والنهب التي تمارسه قيادات الميليشيا في المؤسسات والقطاعات الواقعة تحت سيطرتها، كبير ومُظلم، وكشف أن قيادات الفساد تتواجد جوار زعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي، وفي مكتبه.
ووجه اتهامات للقيادي الحوثي رشيد أبو لحوم المعين من قبل زعيم الميليشيا محافظاً للبنك المركزي (فرع صنعاء) اتهمه فيها بنهب وسرقة حقوق ورواتب ومستحقات الموظفين اليمنيين، واستلام 30 مليون ريال يمني شهرياً من وزارة المالية لحسابه الخاص، فيما الموظفون دون رواتب منذ ثلاثة أعوام.
مشيرا أن أبو لحوم «عندما انتقل للبنك المركزي رفض الجلوس على كرسي محافظ البنك إلا بعد تغيير ديكور المكتب الذي أعاد تأثيثه بأكثر من 25 مليون ريال في هذا الوقت الذي لا يجد المواطن قوت يومه.
واجهة لقيادات خفية
ويُعد رشيد أبو لحوم، واجهة لأحد أبرز القيادات الحوثية الباطنية التي تدير الميليشيا وعمليات الفساد والعبث، ويدعى هلال المؤيد، المتحكم بالاقتصاد في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين، والمسؤول عن ما تسمى «اللجنة الاقتصادية الحوثية العليا» بحسب ناصر قزقوز.
وأضاف وزير السياحة في حكومة الانقلاب المعزولة وغير المعترف بها أن «المدعو هلال المؤيد مدعوم مباشرة من مكتب زعيم الميليشيا، ومن هناك يتم العبث وتعيين الفاسدين ودعمهم وتوفير الحماية لهم». مهدداً بكشف مزيد من ملفات الفساد المنظم، مشيراً إلى أن قيادة الميليشيا في البنك المركزي واللجنة الاقتصادية الحوثية العليا ووزارة المالية حولت الوطن إلى إقطاعية تعبث بها.
واستناداً إلى اتهامات قزقوز، فإن الفساد داخل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ليس ممارسة عابرة بقدر ما يشكل بنيتها وتركيبتها ونهجها، وينتشر في مفاصلها وعلى مختلف المستويات، ويأخذ شكلاً منظماً وتنظيماً هرمياً يقع على رأسه زعيم الميليشيا وتديره قيادات باطنية وغير مُعلنة، وتتولى إدارة شبكة الفساد وتتغطى بالقيادة العليا داخل الميليشيا.
فساد أسود
من جانب آخر، اعتبر الصحافي الحوثي محمد الشامي، ممارسات الميليشيات الانقلابية بأنها «فساد إجرامي أسود لا حدود له».
وأضاف ساخراً من مزاعم وادعاءات الميليشيا الانقلابية وإعلانها الساخر عن برنامج مكافحة الفساد وتبني مسار إصلاحي «أين المسار الإصلاحي المزعوم، والموظفين بلا رواتب، والضرائب والجبايات تتزايد وتتضاعف بإيقاعات متسارعة وتلقي بأثقالها وأحمالها على كاهل المواطن المنكوب، ونرى الفساد يتغول ويتضخم على نحو مهول وغير مسبوق».