المركز الثقافي الإسلامي في مدريد صرح شامخ يشهد على العلاقة التاريخية السعودية الإسبانية

«لقد جئنا اليوم لنضيف لمعالم حضارتنا المشتركة هذا الرمز الثقافي كي يتعانق فيه مجد الماضي وواقع الحاضر وأنظارنا تتجه بكل الأمل نحو المستقبل»، عبارة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حينما كان أميراً للرياض في معرض كلمته التي ألقاها بحضور ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس أثناء افتتاحه المركز الثقافي الإسلام في مدريد بتاريخ 21 سبتمبر 1992م.
المركز الثقافي الإسلامي في مدريد يعتبر صرح شامخ يشهد على عمق العلاقة التاريخية ما بين المملكة وإسبانيا، فأرضه التي تبلغ مساحتها نحو 20 ألف متر هدية من الملك الإسباني السابق خوان كارلوس العام 1986م، لحكومة المملكة العربية السعودية وبناه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- على نفقته الخاصة.
ومن تاريخ افتتاحه والمركز الذي يعتبر أكبر مركز في إسبانيا والثاني في قارة أوروبا، يقدم خدمات مميزة للجالية المسلمة ولزواره في موقعه الرائع على الطريق الدائري المحيط بمدريد القديمة بمنطقة تعتبر من أجمل مناطق العاصمة الإسبانية وأرقاها.
المركز يعمل تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي
وهذه الجهود الجبارة التي يقدمها المركز تحت إشراف المنظمة العالمية لرابطة العالم الإسلامي، التي أصبح فيما بعد تابعاً لها إدارياً، وعن هذه الجهود أوضح نائب مدير المركز وإمام جامعه الشيخ: حسام بن صديق خوجة بأن المركز يحظى بعلاقة قوية مع الجهات الحكومية في مدريد كون المركز يتماشى مع الأنظمة والقوانين المتبعة في إسبانيا كما أن الدولة اعتمدت المركز للمناسبات الدينية فيها كإعلان شهر رمضان والأعياد والحج وغيرها، مشيراً إلى أن المركز يقدم أنشطة إسلامية ثقافية على مدار العام، منها أنشطة للجالية المسلمة وأنشطة تقدم للجميع في إسبانيا، وأبرز الأنشطة التي تقدم للجالية المسلمة هي في المواسم مثل موسم شهر رمضان، فيقدم الإفطار بالمركز نفسه يومياً 500 وجبة، و1000 وجبة في نهاية الأسبوع وتصل في العشر الأواخر من رمضان إلى 3000 وجبة، أما صلاة التراويح فيصلي معهم الأيام العادية ما يقارب 1200 مصل وتصل الأعداد في العشر الأواخر إلى 5000 ألآف مصل، كما يقوم المركز بتوزيع وجبات الإفطار على عدد من المساجد في العاصمة مدريد.
نجاح المركز بفضل مخاطبته للمستفيدين باللغة الإسبانية
ويضيف خوجة، بأنه من ضمن الإنجازات التي تحسب للمركز مخاطبته للجالية غير المتحدثة بالعربية باللغة الإسبانية حيث إن العاملين في المركز يتحدثونها بشكل رائع، فخطبة الجمعة تكون الخطبة الأولى باللغة العربية والثانية باللغة الإسبانية، كما أن هناك دروساً أسبوعية تقدم باللغة الإسبانية، كما أن هناك برنامجاً يسمى باليوم المفتوح يقدم على فترات مختلفة لأي شخص يرغب التعرف على المركز وزيارته وذلك من خلال التعاون مع بلدية مدريد بالإعلان من خلالها عن برنامج اليوم المفتوح المتاح للجميع، كما أن هناك أنشطة تقام بالتعاون مع شرطة مدريد باحتضان احتفالهم السنوي في مسرح المركز، إلى جانب مخاطبة العامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الإسبانية، وكان لذلك دور بحصول المركز على سمعة طيبة لدى الكثير من الإسبان المتابعين لأنشطة المركز.
وعن الأنشطة الخاصة بالجالية المسلمة قال خوجة، بأن لديهم برنامجاً يقام يومين في الأسبوع في فصول دراسية يدرس فيه أكثر من 1000 طالب موزعين على قسمين يتعرفون فيه على الثقافة الإسلامية واللغة العربية والقرآن الكريم.
كل أسبوع يدخل في الإسلام شخص واحد على الأقل
ومن ضمن الأقسام الموجودة في المركز أوضح خوجة، بأن من أهمها قسم التعريف بالإسلام ومن مهامه استقبال الراغبين بالدخول في الإسلام وإجراء مقابلة مبسطة معهم حول الأسباب التي دعتهم للإسلام وتعريفهم بالأمور الأساسية للإسلام مثل الطهارة وطريقة الصلاة وأن الإسلام ليس السلوك الذي يشاهد بالشارع وأن الإسلام موجود في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما يتم رصد إحصائيات بعدد الداخلين للإسلام حيث إنه خلال العام 2018 يدخل الإسلام شخص واحد كل أسبوع على الأقل، مشيراً إلى أن غالبية الداخلين في الإسلام هم من جنس النساء وتختلف أسباب دخولهم في الإسلام من جنس لآخر ومن شخص لآخر، فمنهم من يأتي وهو مقتنع اقتناعاً تاماً لأنه درس وتعرف قبل ذلك عن الإسلام وقد يكون بعضهم قد درس لسنوات عن الإسلام، وآخرون تكون أسبابهم عاطفية إما بسبب موقف أو حدث عاطفي معين فتكون لديهم معلومات عامة من خلالها وجد أن هذا هو الطريق الذي سيجلب له السعادة الروحية.
خادم الحرمين بصحبة الملك خوان كارلوس خلال التعرف على المركز
الملك خوان كارلوس خلال استقباله للملك سلمان
خادم الحرمين خلال افتتاحه المركز عام 1992 بحضور ملك إسبانيا خوان كارلوس
سفير المملكة لدى إسبانيا الأمير منصور آل سعود في حديث مع د.سعود الغديان مدير المركز
المركز يوزع التمور على كثير من مساجد مدريد خلال رمضان
نائب مدير المركز وإمام جامعه الشيخ: حسام بن صديق خوجة
وجبات تفطير صائم في رمضان تصل إلى ثلاثة آلاف وجبة
إحدى الفعاليات التي ينظمها المركز لزواره
إحدى الفعاليات التي ينظمها المركز لزواره