نبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء لبنان وحزب الله وفيلق القدسالإيراني الى ضرورة أن "يتوخوا الحذر" في أقوالهم وأفعالهم. وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي مشيرا الى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إنه "يعرف جيدا أن دولة إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وترد على أعدائها". وأضاف "أود أن أقول له وللدولة اللبنانية التي تحتضن المنظمة التي تسعى إلى تدميرنا، وأقول ل(قائد فيلق القدس) قاسم سليماني، كونوا حذرين في كلامكم وأكثر حذرا في أفعالكم". ويأتي تحذير نتانياهو بعد سلسلة من الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة والتي أثارت توترا بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله المدعوم من طهران من جهة ثانية. واتهم نصرالله إسرائيل باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، الأحد، بطائرتين مسيرتين تسبب انفجار إحداها بإصابة المركز الإعلامي لحزب الله بأضرار. وقال نصرالله إن الهجوم "أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006" بين إسرائيل وحزب الله. وقبل ساعات من ذلك، أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربة في سورية لإحباط ما قالت إنه هجوم كان يخطط له فيلق القدس بطائرات مسيرة تحمل متفجرات ضد أراضيها. واتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية لسورية إسرائيل الإثنين بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة على أحد مواقعها في لبنان. ونفذت إسرائيل مئات الضربات في سورية منذ بدء النزاع في البلاد في 2011، مستهدفة مواقع إيرانية وأخرى لحزب الله. وتعهد نتانياهو بمنع إيران من ترسيخ نفسها عسكريا في سورية. الى ذلك أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري الثلاثاء أن بلاده تعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر بعد الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الحريري أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، بحسب بيان أصدره المكتب الإعلامي للحكومة اللبنانية . وقال الحريري ، في اتصاله مع لافروف إن " الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف منطقة ضاحية بيروت الجنوبية هو عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701 الذي أرسى الهدوء والاستقرار طوال السنوات الماضية". وأوضح الحريري أن " لبنان يعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر ، وتوجيه رسائل واضحة لإسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية". وأكد أن "اعتداء إسرائيل على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين وجه ضربة لأسس حالة الاستقرار التي سادت الحدود منذ صدور القرار 1701، ويهدد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة، لا يمكن التكهن بنتائجه". وأعلن حزب الله اللبناني في بيان أصدره فجر أمس، أن الطائرة المسيرة التي سقطت في الضاحية الجنوبية فجر الأحد كانت تحمل موادا متفجرة. وأوضح البيان أنه "بعد قيام الخبراء المختصين في الحزب بتفكيك الطائرة المسيرة الأولى التي سقطت في الضاحية الجنوبية تبين أنها تحتوي على عبوة مغلفة ومعزولة بطريقة فنية شديدة الإحكام، وأن المواد المتفجرة الموجودة بداخلها هي من نوع C4 وزنة العبوة تبلغ 5ر5 كيلوجرامات". وأضاف البيان: "بناء على هذه المعطيات الجديدة التي توفرت بعد تفكيك الطائرة وتحليل محتوياتها، فإننا نؤكد أن هدف الطائرة المسيرة الأولى لم يكن الاستطلاع وإنما كانت تهدف إلى تنفيذ عملية تفجير تماما كما حصل مع الطائرة المسيرة الثانية".