أحد كبار المستثمرين المعروفين عالمياً وبأميركا «وارن بافيت» أعلن في تصريحات لمحطة «سي.إن.بي.سي» الأميركية الخميس الماضي إن عملية الشراء «لسهم أمازون» تمت بواسطة أحد مديريه الاستثماريين، مشيراً إلى أن التفاصيل سيتم إعلانها في وقت لاحق من الشهر الجاري داخل الإفصاح ربع السنوي لنتائج أعمال شركة «بيركشير هاثاواي». وقال «بافيت» نعم أنا من المعجبين بشركة أمازون وكنت أحمق لعدم شراء أسهم بها». اللافت هنا ليس مجرد عملية الشراء برأيي، فالشراء قد يحدث بأي وقت وفق تحليل مالي دقيق للاستثمار، اللافت هنا هو «اعترافه بالخطأ بعدم الشراء سابقاً» وأيضاً وهو المهم هنا «أن الفرصة لم تفوت للاستثمار» وثالثاً «عد المكابرة بعدم الخطأ» بل وضع «هدف الاستثمار والربح» هو المحرك الأساسي له. الدروس هنا، ليست بعملية الشراء نفسها فقط، بل الدروس التي تقدم هنا مهمة وكبيرة، وأولها الإعلان عن نيته الشراء، وهذا يعد كأنه «نصيحة غير مباشرة» لمن يريد شراء سهم أمازون، وهي تأتي من كبار المستثمرين عالمياً، وأصبح أيقونة للاستثمار الناجح، وهو بحث عن الفرصة التي يراها أنها ما زالت متاحة وموجودة «وفق رأيه وشركة بيركشير هاثاواي» ولا يعني اليقين بالربح التام مهما كان نسبة الضمانات أو التأكيدات بنمو أمازون رائدة التجارة الإلكترونية، فرغم أن شركة أمازون تجاوزت قيمتها تريليون دولار أو تتذبذب حول ذلك، ومن يرى سهم أمازون خلال تسع سنوات فقد كان في بداية 2010 يقارب 136 دولاراً واليوم 1963 دولاراً أي ارتفاع 1343 % خلال أقل من عقد. مع ذلك لا يزال وارن بافيت يرى «فرصة» استثمار وانتقد نفسه، هذه دروس أعتقد مهمة بالفرص أنها لا تتوقف أو تنتهي حين توجد المبررات الموضوعية مالياً وقراءة المستقبلية، وأيضاً أهمية تصريح كبار المستثمرين أين يستثمرون أموالهم، فله مبرراته، ولا يعني أنها غير قابلة للأخذ والرد والنقد. مشهد يستحق القراءة والدراسة والتمعن، في الاستثمار الجريء. هل من الممكن نجد مستثمرين لدينا يقولون أين يستثمرون أو ينوون وفق ضوابط تدعو للاستثمار والادخار؟!