تتجه بوصلة الاهتمام إلى الصين في المحطة الثالثة لزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حيث مصنع العالم وثاني أكبر اقتصاد في العالم والأعلى نمواً على الإطلاق والدولة العظمى ذات التأثير الكبير في اقتصاد وسياسة العالم، تلتقي هناك الأهداف الصينية المتطلعة المرتبطة بمبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف لإعادة إحياء طريق الحرير من أجل ربط الصين بالعالم في أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية وتلتقي بالأهداف الاستراتيجية السعودية الطموحة المرتبطة برؤية السعودية 2030 التي تهدف لتحويل السعودية إلى بلد يستثمر في الإنسان وجميع ركائز الرؤية لخلق اقتصاد مزدهر وعصري ونمو مستدام. تدرك الصين بأن السعودية بنك الطاقة العالمي وبلد مهم في خارطة العالم الاقتصادية والسياسية والثقافية لذلك ترتكز العلاقة بين البلدين على روابط اقتصادية متينة وتبادل تجاري كبير تمثل فيه الصين أكبر مستورد من السعودية بواقع 12 % من الصادرات السعودية وكذلك أكبر مستورد للنفط السعودي وتمثل فيه المملكة أكبر شريك تجاري في منطقة غرب آسيا وأفريقيا للعام ال 14 على التوالي بقيمة تجاوزت سقف 266 مليار ريال سنوياً، وقد ساهم تسهيل الإجراءات السعودية في وجه المستثمر الأجنبي إلى دخول عدد كبير من المستثمرين والشركات الصينية للسوق السعودي حيث وصل عددهم 160 شركة ومؤسسة ومشروعات صينية بعدد 176 مشروعاً قيمتها الإجمالية 101 مليار ريال موزعة في مجالات التعدين وخدمات البترول، النقل، السكك الحديدية، الاتصالات، الطاقة النووية السلمية، الطاقة المتجددة وعلوم الفضاء، التعليم والصناعات التحويلية. تتحرك العلاقات السعودية الصينية على مسار تصاعدي قائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لتعزيز مجالات التعاون فرغم ارتفاع معدل التجارة بين البلدين إلا أنه يوجد سعي مستمر في الدولتين إلى رفع إضافي لمعدل التجارة الثنائية ورفع نوعيتها واكتشاف مجالات أخرى يمكن من خلاها دعم الخطط الاستراتيجية للبلدين. وتعتبر زيارة الأمير محمد بن سلمان للصين تعزيزاً لذلك المنهج وتأسيساً لمرحلة جديدة طموحة من العلاقات الاستراتيجية التي تساهم في بناء السعودية الجديدة وتنوع من دخلها مستفيدين من أهم ركائز الاقتصاد والبيئة السعودية ومعتمدين على الله ثم إرادة جديدة للبناء.
