مع استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة في الولاياتالمتحدة، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإغلاق الحدود الجنوبية مع المكسيك بشكل كامل إذا لم يوافق الديموقراطيون في الكونغرس على تمرير التمويل اللازم لإنهاء بناء الجدار الذي وعد به ترمب على الحدود المكسيكية. وبدأ الإغلاق الحكومي السبت الماضي بعد أن أصر الديموقراطيون على عرقلة مطلب ترمب بتمويل الجدار بمبلغ خمسة مليارات دولار ليقوم بوقف الإغلاق الحكومي. وفي سلسلة من التغريدات التي كتبها الرئيس الأميركي الجمعة، أكد أن الجدار سيحمي الولاياتالمتحدة من خسارة الكثير من الأموال التي تنفقها أميركا على الحدود، وأنه لا مانع لديه من استمرار الإغلاق حتى العام 2019 إذا لم يتم الموافقة على التمويل اللازم. وبحسب صحيفة «ذا هيل» فإن إغلاق الحدود الجنوبية مع المكسيك وهي أنشط المعابر الحدودية في الولاياتالمتحدة، من شأنه أن يتسبب بخسائر فادحة لأن الإغلاق يعني وقف أعمال تجارية قانونية ضخمة تتم بين البلدين كل يوم، الأمر الذي من شأنه التسبب بفوضى اقتصادية في الولاياتالمتحدة. ووفقاً لتقرير نهاية السنة من «سي بي اس نيوز»؛ تدفق حوالي ال558 مليار دولار من السلع بالاتجاهين، كما قامت أميركا بتصدير ما قيمته 243 مليار دولار منها، إلى جانب أرباح أميركية بقيمة 58 مليار دولار في العام 2018 من الخدمات التي نقلتها أميركا للمكسيك عن طريق هذا المعبر. وبحسب التقرير أيضاً فإن ما يقارب النصف مليون شخص يدخلون الولاياتالمتحدة يومياً من المكسيك بشكل قانوني عبر الحدود الجنوبية. وقال دنكان وود، المدير الإقليمي لمركز المكسيك في معهد ويلسون أن أميركا ستخسر ملايين أو ربما مليارات الدولارات يومياً اذا أقدم ترمب على إغلاق الحدود فعلاً. ويرغب الرئيس الأميركي بتمرير الميزانية قبل أن يدخل الكونغرس في دورته الجديدة للعام المقبل حيث يسيطر الديموقراطيين على أغلبية مجلس النواب ليصبح من الصعب تمرير ميزانية بناء الجدار. ويدور الجدل في واشنطن حول المسؤول عن تعطيل عمل الحكومة وإغلاق الكثير من مؤسساتها، حيث يصعّد البيت الأبيض ويدفع لإغلاق الحكومة في وجه الديموقراطيين في الكونغرس. من جهتهم يصرّ الديموقراطيين على عرقلة تمويل بناء الجدار ولو كان الثمن إغلاق الحكومة، معوّلين على عودتهم إلى الكونغرس بأغلبية في مجلس النواب يوم الثالث من يناير، حيث يصبح بإمكانهم تمرير مشروع إعادة فتح الحكومة وحرمان ترمب من التمويل الذي يطلبه لبناء الجدار.