برز اسم محافظة الأحساء كموقع للتراث العالمي، وذلك باختيارها خامس المواقع التراثية السعودية ضمن قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ويأتي هذا الإعلان نظراً للعمق التأريخي والحضاري الذي تتميز به أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم، التي تضم أكثر من مليون ونصف نخلة منتجة للتمور، ولما تنعم به من كنوز تستحق البروز، كما عبّر عدد من أدباء المنطقة الشرقية عن سعادتهم تجاه هذا الإعلان التأريخي الذي يجعل المحافظة وجهة تراثية عالمية. «كنوز تراثية» وبهذه المناسبة، قال الأديب خليل الفزيع إن إعلان اختيار الأحساء موقعاً تراثياً عالمياً لم يكن مفاجئاً لأهل الأحساء والعارفين بما فيها من كنوز تراثية ضخمة تمتد عصورا سحيقة في القدم، وبما فيها من آثار إسلامية خالدة، في مقدمتها مسجد جواثا، وكذلك معالمها السياحية البارزة، ومنها جبل القارة وقصر إبراهيم، وبحيرة الأصفر، والعيون الجوفية الغزيرة التي جعلت منها واحة شاسعة للنخيل. وأضاف: كانت دراويزها من أجمل المباني التي تم إنشاؤها على الطراز المعماري الإسلامي القديم، ولا تزال بها القيصرية ذات الملامح التراثية البارزة، ولا ننسى صناعاتها التقليدية المعروفة، وحرفها اليدوية الشعبية، ونشاطها في صناعة النسيج، وقد سبق أن نسج فيها ثوب الكعبة المشرفة أكثر من مرة، كما اشتهرت بصناعة البشوت ذات الطراز المتقن والمتميز. «جمال وعراقة» وعبّر رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي محمد بن عبدالله بودي عن سعادته تجاه اختيار الأحساء موقعًا تراثيًا في قائمة «اليونسكو»، حيث قال: هذا الاختيار الذي يسجل لتراث المملكة العربية السعودية الحضاري والعالمي ما كان يتأتى إلا بعاملين: الأول استحقاق واحة الأحساء بهذا الاعتراف الدولي من منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي وموطن حضارات متعاقبة، عطفاً لما تضمه هذه الواحة من مواقع تراثية عريقة كمسجد جواثا التاريخي، الذي أقيمت به ثاني جمعة في الإسلام خارج المدينةالمنورة، وكذلك المساجد القديمة، والمدارس العلمية، والقصور الأثرية، والآثارالمتنوعة، كجبل القارة والعيون والينابيع المائية القديمة وسوق القيصرية التاريخي، والآخر اهتمام هيئة السياحة والآثار ممثلة في سمو رئيسها الأمير سلطان بن سلمان، الذي وقف إلى جانب هذا الاستحقاق ودعمه بكل الإمكانات، ولا ننس الجهود المبذولة من مختلف الجهات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص والأهالي لاكتمال الملف بصورة تعكس جمال وعراقة واحة الأحساء. «بيئة استثمارية» ومن جهته، قال الدكتور فيصل بن خالد الغريب، إن اكتساب واحة الأحساء تصنيف حماية دوليا، سيساعد على مزيد من الاهتمام والعناية والتخطيط، فالانضمام إلى قائمة التراث الإنساني يعد فرصة لإعادة النظر في الحفاظ على البساط الأخضر، وحماية حدوده من العبث والزحف السكاني. وأكد الغريب أن هذا التصنيف يضع واحة الأحساء على قائمة الوجهات السياحية المحلية والدولية، ما يستدعي الحرص على تهيئة بيئة سياحية تعكس طبيعة وأخلاق المجتمع الأحسائي وثرواته الطبيعية والإنسانية وموروثه الثقافي والعلمي. وذكر أهمية الأحساء الثقافية، فقال: تعد الأحساء مصدراً للعلوم في جزيرة العرب منذ القدم، ولا تزال الأحساء تحتضن ثرواتها العلمية وكفاءاتها البشرية المتقدة نشاطاً وحيوية.. إن مقومات الأحساء السياحية والتراثية قادرة على المنافسة الدولية وتحقيق أهداف المستثمرين، فتميز موقعها الجغرافي كبوابة جنوبية شرقية للمملكة، ومساحتها الضخمة، ومقدراتها الذاتية، تجعل من التبعات الإدارية والتشغيلية والتخطيط أكثر أهمية من ذي قبل. وأوصى بعدة مقترحات تسهم في دعم الاستثمار، ومنها: دعم التنوع الخدمي للمسطحات الخضراء العامة والخاصة، وتقليص خطوات الإجراءات، وتحسين منظومة التنسيق بين الجهات المختصة، والتخلص من البيروقراطيات القاتلة للمشروعات خاصة الصغيرة والفردية، وتحسين بيئة تنظيم الأعمال، وكذلك إعادة النظر في طريقة تنفيذ المشروعات التقليدية ذات الجودة المنخفضة في التصميم والتشييد والتشغيل، وإدراك قيمة الوقت في البيئة الاستثمارية، وأيضًا تأهيل كوادر الخدمات استرايجياً، فهم جزء مؤثر في دولاب الإنتاج، وتحسين بيئة العمل، فإن تحسين البيئة الإدارية سيحفز المستثمرين، مع ضرورة ضمان مصداقية الخطط وآليات تنفيذها، فالخطط المأمونة تطمئن رؤوس الأموال وتكسبها الموثوقية اللازمة. عيون الأحساء تاريخ وحضارة جبل قارة من أهم معالم المنطقة الشرقية فيصل الغريب محمد بودي خليل الفزيع Your browser does not support the video tag.