لا شك أن منهجية تنظيم الحمدين في قضية تسييس الأحداث الرياضية والشعائر الدينية عبر إعلامهم "الجزيرة" هو صوت آخر للانحطاط الأخلاقي والإفلاس المهني، ولعلهم لا يعون أن منهجيتهم البائسة في قضية التسييس هي المسمار الأخير في نعشهم المحتوم!. لعل القارئ الكريم شاهد مقاطع الأستوديو التحليلي لقناة الجزيرة الرياضية "بي ان سبورت" الذي أعقب مباراة المنتخب السعودي ونظيره الروسي في افتتاحية كأس العالم في موسكو وصدمت مخيلته من المهزلة الإعلامية والمسرحية الهابطة التي حاكها هشام الخلصي وأذنابه المرتزقة عندما أثبتت الجزيرة أن محلليها على كافة تخصصاتهم هم مجرد دمى صوتية بيد تنظيم الحمدين وأن محتوى هذا البوق الناعق الذي ابتلينا به في منطقتنا العربية ما هو إلا روبوتات مجهزة يحتشدون كمستعمرة مدنسة من مرتزقة الإعلاميين العرب الذين باعوا ضمائرهم وسيرهم وتعليمهم عندما بوتقوا ذواتهم كأيقونة مبرمجة على الإساءة للمملكة العربية السعودية. لا شك أن المنتخب السعودي لم يظهر بالمستوى اللائق به لكن النمط التهكمي الساخر لم يكن متوافقاً مع نمطية العروبة التي يتشدقون بها في مهنيتهم الخادعة حيث لاحت نغمته النشاز مع تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم، فحاولوا بتضليلاتهم المعهودة تقليل درجة الإنجاز التاريخي حتى وصل أوج السخرية في حديث الأستوديو ففضحوا مهنيتهم باللا أخلاقية والانهيار الإعلامي لدى صناع القرار والإدارة في هذه القناة الموبوءة عندما ساهموا بشكل مباشر في تعميق فجوة الخلاف العربي وتوسيع دائرة الخلاف الخليجي، وذلك لأن الرياضة في العرف الإعلامي العالمي ساحة إنسانية ذات قداسة حضارية تحصنها من تعقيدات السياسية أو التعبئة الشعبوية، وذلك خلال تاريخها العالمي ولم يحدث إقحام الأمور السياسية في الأحداث الرياضية إلا في حوادث معينة أصبحت من عيوب التاريخ الرياضي التي يتبرأ منها الإعلام عبر تاريخه الطويل!. برغم إدراك العقلاء في العالم العربي حقيقة منبر الجزيرة ومدى سقوطية الإعلام وارتذال مهنيته إلا أن الحديث الذي أبداه إعلاميو الجزيرة حول المنتخب السعودي يدل على واقع الانهزامية في الذات وعجز في المواجهة فقد أذاعوا لقطات مستغربة لصحفي عربي وهو يبتهج سخرية بالأهداف الروسية حتى حولواالبرنامج الرياضي إلى محتوى سياسي عدائي وبدلوه إلى ميداناً -حسب ذهنيتهم- الموبوءة لتصفية الحسابات!. لقد رأينا كيف تحولت إيقونة الإعلام القطري عبر روبوتاتها المبرمجة إلى سرادق عزاء بكائية بعد هزائم الحوثيين في مدينة الحديدة اليمنية عقب الإنتصارات الشرعية لقوى التحالف العربي، كما اختزلت آلتها الإعلامية كأداة بشعة بيد الإخوان، وهذا التعنت السياسي القطري هو وراء كل أزمة في العالم العربي لأنها ببساطة تصر على البقاء خارج المنظومة الخليجية والعربية متحصنة وراء نمطية إعلامية أسطوانتها مشروخة في العرف العربي وتحمل سمعة منبوذة في الذهنية الخليجية، كما أن إقحام السياس بمضمون الأخبار لدى إعلام الجزيرة لم يقتصر على الرياضة، فتسييس الشعائر الدينية كالحج والعمرة يتشدق به مرتزقة الحمدين بين الفينة والأخرى، فتارة يدعون بحرمان القطريين من العمرة وتارة نستعجب ادعاءاتهم الباطلة حول منع الخطوط الجوية الكويتية من نقل المعتمرين القطريين إلى المشاعر المقدسة إلى سوى ذلك من كهنوت إعلامهم التضليلي!. الدوحة تمتلك قنوات عربية أخرى منها ما هو محسوب على حكومات أو أحزاب سياسية بحيث توجه إعلامها بالتوازي مع النبرة المتوائمة مع تنظيم الحمدين وبالرغم من كل هذا السخاء في الدعم إلا أن خيبة الأمل هي محصلة طبيعية لأن محاولاتهم البائسة بالتضليل الإعلامي تغاير واقع الحقيقة الملموسة من الإنسان العربي والمسلم، فالمجهودات العملاقة والتجهيزات المتكاملة التي تبذلها المملكة وتسخرها بخدمات الحجيج والمعتمرين سنوياً تتنافى مع إدعاءات الإعلام القطري ومحاولاته بالتلاعب في توجيه الذهنية العربية، وهذا ما لا يدركه قياديو الجزيرة ولا يعونه في ممارساتهم الإخبارية بأن هناك تبايناًشاسعاً بين اختلاق الأكاذيب وفبركة التضليل الإعلامي وبين واقع الفعل الإنساني الملموس الذي تبذله المملكة في الحج والعمرة كمبدأ راسخ بعقيدتها وتسخر له كافة السبل حتى أدهشت العالم أجمع في روعة التنظيم وعبقرية التنسيق مع حسن الضيافة وجودة الاستقبال. Your browser does not support the video tag.