يشهد يوم 13 ديسمبر الجاري حفل الافتتاح الرسمي لمعرض جدة الدولي للكتاب وتكريم 6 شخصيات ثقافية وهم: أحمد الضبيب والدكتور عباس طاشكندي والدكتور يحيى بن جنيد، والأستاذ عبدالرحمن المعمر والدكتورة هدى العمودي والأستاذ خالد اليوسف، إضافة إلى الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي رحمه الله. فيما يفتح المعرض أبوابه للزوار وعشاق المعرفة يوم الرابع عشر من الشهر. ويعد معرض جدة الدولي للكتاب من أبرز التجمعات الثقافية، حيث ستفوح رائحة الورق من 500 دار نشر من 42 دولة على شواطئ أبحر الجميلة محملة بالكثير من المؤلفات المهمة ذات الذائقة الرفيعة التي ستجذب أصدقاء الكتاب في مختلف مدن السعودية، والدولة الأخرى. وشدد مثقفون ومهتمون بالثقافة والكتاب، على أهمية معرض جدة الدولي للكتاب واثرائه للحركة الثقافية في المملكة بشكل عام، مشيرين إلى أن الكتاب يعد محوراً لأي مجتمع ثقافي. مؤكدين أن القراءة تأتي ضمن برامج التحول الوطني 2020، ومرتكزات رؤية المملكة 2030. "منصة بحوث" وقال الدكتور زيد الفضل على أهمية معرض الكتاب الذي ستنطلق فعالياته في محافظة جدة: أن الكتاب هو محور لأي مجتمع ثقافي، وأن " الأمة التي لا كتاب لها ..أمة لا مستقبل لها". وأضاف:" نحن في المملكة العربية السعودية خضنا تجربة جيدة مع معارض الكتاب، ونحتاج اليوم إلى ان يكون لدينا رؤية متجددة تتواكب مع معطيات الرؤية التي نحن بصددها، والقرن الجديد الذي نعيشه". وأوضح أنه يجب أن يكون معرض الكتاب خارج المألوف، ولا يقتصر على توزيع ، ونشر ، وبيع الكتب ، أو البرامج الثقافية المصاحبة ، وإنما يجب أن يكون معرض الكتاب منصة لتأسيس مشاريع بحثية تصب في خدمة المجتمع ، وتساعد على نمائه. وتابع:" في هذا الإطار ما أجمل أن يكون معرض الكتاب قاعدة بيانات للباحثين في مختلف التخصصات، والمهتمين كذلك ، وبالتالي فحين نؤسس لدينا هذه القاعدة نستطيع أن نبني عليها ورش عمل ومراكز دراسات متخصصة لكل فن من فنون المعرفة مع عدم اغفال الطبيعة اللازمة لمعارض الكتب من البيع والبرامج الثقافية المصاحبة . وأشار إلى أنه من المهم أن تكون معارض الكتب اليوم منصة لتوثيق العلاقة بين المؤلف الناشئ ودور النشر، وأن يكون إدارة المعرض هي حلقة الوصل بينهما بما يحقق المصلحة للمؤلف ويحفظ حقوق دور النشر. "أمة اقرأ" ويرى رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز والمسؤول الإداري بنادي جدة الأدبي الدكتور عبدالرحمن رجا الله السلمي ، أن معارض الكتب في المملكة تجعلنا نعرف ما تفرزه المطابع من جديد في شتى المعارف، والفنون. اما بالنسبة للكتاب فالعلاقة به وجدانية، وروحية لا يمكن أن تحتلها التقنيات الجديدة رغم أهميتها المعرفية، والقراءة هي سلاح المعرفة ونحن أمة إقرأ وأوضح أن القراءة تأتي للتحصيل المعرفي، وبناء الوعي، وتصحيح المفاهيم، واكتساب الخبرات، وصناعة اللغة، وتشكيل الاتجاهات، وتعميق التخصص، والإضافة الفاعلة في التخصص. واكد السلمي، أن القراءة ستكون بوابة العالم الذكي، ولا مكان فيه إلا للحالمين بحياة أكثر رقيا، وأنضج سلوكا، وتعاملا ، مشيراً إلى أن القراءة في القريب المنظور ستكون ثقافة الجيل السعودي القادم بكل شغف ليأخذ مكانه، ومكانته في خريطة السعودية الجديدة. "موائد ثقافية" ويقول الكاتب الصحافي كمال إدريس: " الاحتفاء الكبير بمكانة الكتاب جعل أهالي جدة يحتفون بموعد معرض الكتاب الذي يحيل لياليهم إلى مناسبات احتفالية، وتظاهرة ثقافية متواصلة يجد فيها جميع أفراد العائلة بمختلف أعمارهم، واهتماماتهم من المؤلفات، والمنتجات الفكرية، والتربوية، والترفيهية المختلفة ما يشبع رغباتهم الثقافية". وتابع:" هذا الألق خلق حميمية بين أهل جدة، و"الكتاب"، فكل ركن بيت يتزين بمكتبة خاصة لها واقع ثقافي، واجتماعي يجعل اختيار المؤلفات مرآة لمدى ثقافة، وعلم صاحبها". مشيراً إلى أن أهمية معرض جدة الدولي للكتاب تكمن في الإقبال المتزايد على المعرض في كل عام. وأوضح أن عروس البحر الأحمر بأناقتها المعهودة تحتفي بكل فعالية من سلسلة الفعاليات التي خلقت في مجملها بيئة المجتمع الجداوي بخصوصيته الممتزجة بزرقة البحر، وامواجه الصاخبة، وهو ما يعكس تأثير فعاليات المعرض منذ أن اتخذ من مدينة جدة مقراً لفعالياته، وموائده الثقافية.