نشاط وكسل

يعمل الإنسان بجد وحيوية ونشاط ليخترع الوسائل المشجعة على الكسل. من هذه المخترعات ما يسمى بالحذاء الذكي الذي يربط نفسه. في الصباح لن يمشي صاحب الحذاء الذكي فهو مستعجل، سيركب السيارة ثم يأخذ قهوته على الطريق من نافذة المقهى الى نافذه سيارته. لا وقت للاسترخاء، الوقت من ذهب. سيقود السيارة بسرعة كأنه سيارة نجدة. يصل إلى مقر عمله. لن يبدأ العمل لأنه لم يتناول طعام الإفطار بعد. لن يمشي إلى المطعم، سيطلب بواسطة الهاتف مع خدمة إيصاله إلى المكتب.
الهاتف الجوال سيقوم بمهمة تقديم العزاء أو التهنئة بمناسبة فرح. ويقوم بمهمة حجز السفر، والتعامل مع البنوك، وأجهزة الخدمات العامة. تقنية متطورة وخدمات إلكترونية تبقي الإنسان في البيت دون حركة.
أحدث اختراعات الكسل ومسببات البطالة سيارة ذكية صغيرة جدا بدأ استخدامها في نيويورك لتوصيل الطلبات إلى المنازل.
في البيت، العاملة المنزلية والسائق ومزيد من الإضافة على (نشاط الكسل)، الأجهزة الحديثة، والتطور التقني في كل ميادين العمل تطورات أراحت الناس من عناء الإجراءات، لكنها أحالت عددا كبيرا من الناس إلى البطالة التي تنمي سلوك الكسل. ومع ذلك تجد هذا العاطل الكسول في عجلة من أمره ولا يطيق الانتظار فيقود سيارته بسرعة (ونشاط) ليصل إلى البيت ليمارس الكسل!
شباب يشتركون في أندية التمارين الرياضية والرشاقة ويلعبون كرة القدم (نشاط) ثم تجدهم يتركون النفايات أو بقايا الطعام في المجالس والحدائق والمطاعم (كسل). شباب رياضي يقررون الخروج للبر، لن ينصبوا الخيمة، لن يعدوا الطعام. الخيمة جاهزة بالإيجار، الطعام متوفر على الطريق، الحطب جاهز وربما يقوم حارس المخيم بمهمة إشعال النار!
ولو زرتهم في المخيم وسألتهم عن أحوالهم لن يجيبك أحد لأنهم مشغولون بهواتفهم الذكية التي صارت تفكر نيابة عنهم كما تفعل الأحذية الذكية بربط حبالها بنفسها دون حاجة لمساعدة صاحبها.
أين صاحب الحذاء الذكي الذي يلعب الكرة، ويشترك في ناد رياضي للياقة وبناء الأجسام والعضلات؟ هل يقوم بإعداد الشاي، هل ينظف غرفته أو خيمته؟ هل ينظف سيارته؟ هذا الرياضي يقف بسيارته في المكان الخطأ حتى لا يمشي مسافة طويلة؟
الكسل له علاقة بالبطالة، والتسويف، والفشل. وهو صفة مذمومة في كل زمان ومكان. وقرأت لكم بعض ما قيل عن الكسل في كتاب (أمثال الشرق والغرب للشيخ يوسف البستاني، وصلاح البستاني):
* الكسل مقبرة الأحياء.
* التعب ينام على وسادة من الحجر فيستريح، أما الكسل الذي يطلب الراحة فلا يجدها على وسادة من الريش. (شكسبير)
* الكسلان يحب أكل اللوز، ولكن لا يحب أن يتعب في تكسير قشرة.
* من دام كسله خاب أمله، والخيبة نتيجة مقدمتين: الكسل والفشل، وثمرة شجرتين: الضجر والملل.