البطل الأسطوري الفارس صاحب الشخصية الحديدية والأخلاق الطالحة والوجه المقنع القادر على تكييف الأمور لصالحه بغض النظر عن الدين والقيم والعادات، وهذه الشخصية بمفاهيمها الخاطئة والملتوية لن تنجح في إقامة علاقة زوجية ناجحة وستكون النهاية مفجعة وخطيرة على العائلة برمتها إن أنجب الزوجان أولادا. فمن سيكون الضحية؟ زوجة بائسة وأولاد بريئين.. وهكذا امتلات أروقة المحاكم بالزوجات اللاتي يشتكين أزواجهن من هؤلاء الأزواج بمختلف القضايا الزوجية. ذلك الزوج البطل الأسطوري قد جاء يخطب تلك الفتاة الحالمة بمستقبل بهي وهو يمتطي حصانا أبيض يلبس ثوبا أبيض زاهيا يستعرض قوته ومهارته في ترويض النساء والإضرار بهن وهو مدجج بسلاح الحيلة والدهاء والنفاق والمراوغة ولكنه في الواقع يبدو كالثور الهائج يريد أن ينطح شريكة حياته وكذلك فلذات كبده. فتقع الزوجة والأولاد تحت رحمة ذئب جائع وثعلب ماكر في عش زوجي موحش، فتكون الزوجة وأولادها كالغزالة الشاردة التي تركض بسرعة وتنط يمنة ويسرة لتجنب هذا الزوج فقد غرس بذلك الزواج سيفه الغادر في صدر عائلته وقتل سعادة ومستقبل العائلة فيقع الطلاق ويتفرق شمل العائلة. والزوج يظن أنه بطل ملحمة فيحيل حياة أسرته كمن يعيش في زوبعة تجرف ما أمامها فمن المسؤول؟ فالزوجات المقدمات على الزواج يخفن من المستقبل المجهول مالم يتم الاختيار المناسب للزوج ولكن بدون تضييق بالسؤال عن الزوج والمبالغة في ذلك وأن يخطب الأب لابنته ويبادر ولا ينتظر فيختار لابنته الزوج الصالح ولا يتحرج من ذلك فلا يعضل ابنته ويحيلها إلى عانس. إن أولئك الأزواج سواء لم يسأل عنهم أو أنهم منافقون أو في الأصل أشرار هم في الحقيقة كالوحوش التي وصفت في الأساطير الشعبية مثل:(السعلاوة) و(التنين) و(الغول) وهم ورطة على كل من يقترنون بها فيحدثون ما يحدث الحيوان المخيف من أذى وتعد وإضرار ومكر وافتراس وشر هؤلاء على أهل بيتهم بينما هم في الخارج كالحمل الوديع. والأزواج منهم الطيب ومنهم الخبيث ومركب الزوجية يسير والزوجة والأبناء يركبون بترقب وصبر وصمت فقد يتحرك المركب بكل سلاسة وأمان وقد يتحرك عبر أمواج عاتية تفتك براكبيه بحسب الزوج الذي أمسك زمام المركب. وإذا ما فقدت العلاقة الزوجية الحب والتضحية والتسامح والحوار البناء والعطاء المتبادل وغفران للزلات وبذل ونبذ للذات فإن المركب ستغرق. إن أسعد زوجين يدركان أن دوام الزواج يتطلب تضحية وبذلا من الطرفين وتفاهما شديدا لرغبات كل منهما ومحاولة تحقيقها وترك العتاب والشقاق ومحاولة تطابق وجهات النظر واحترام الرأي والحذر من جرح المشاعر والحذر من انحسار العاطفة فقد تكون الزوجة مهملة في نفسها ومقصرة في حق زوجها فيصبح الزوج فكا مفترسا وتكثر الشحناء والمجادلة وربما حصل الطلاق. ويفترض أن يحاول الزوجان اجتياز الأزمات بكل حكمة وأن تطيع الزوجة زوجها ولا تلجأ للعناد ولا تشرك أهلها في مشاكلها مع زوجها فإن حل الخلافات في حدود العائلة يكون أجدى ولابد من مراعاة الحالة الصحية والنفسية للزوجين بعضهما البعض. وعندما تتفاقم الأزمات يكون الزوج متذمرا والزوجة تقاوم الضغط فعلى الزوجة أن تتكيف مع مزاج وطباع زوجها ولا تعاند وأن تترك الزوج عندما يكون غاضبا ولا تجادله وتترك المناقشة في وقت يكون الزوج فيه مستعدا نفسيا للمناقشة والتفاوض بحكمة وأن تقدم الزوجة التنازلات في سبيل استمرارية الزواج. ولابد أن يقف الزوج والزوجة في السراء والضراء معا، والقبول بعيوب ونقائص بعضهما البعض ويحاولان إصلاحها. وأن يعبر الطرفان لبعضهما بما يحمله للآخر من حب وتقدير وولاء بدلا من أن يتسبب أحد الزوجين في تعاسة الآخر. وأخيرا فإن الزواج السعيد مسؤولية مشتركة بين الزوجين يتطلب حبا صادقا وتفهما للآخر وحكمة وصبرا وتضحية وتركا للعتاب والحرص على إشعال فتيل الحب بين الفينة والأخرى وجعل بيت الزوجية سعيدا ومضمارا للمناسبات السعيدة، وكذلك تقبل التغيير الإيجابي للعادات السيئة والأخلاق الطالحة إلى كل ما هو جميل من خلق رفيع وعادات جميلة والموازنة بين العطاء والتلقي حتى تكون الحياة الزوجية ناجحة وسعيدة ولا يكون أحد الزوجين كبش فداء للآخر.