بينما كان أكثر من مليوني مسلم يستعدون لإحياء ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك ليشهدوا ليلة ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام أقدس بقاع الله وأطهرها خططت شبكة إرهابية مكونة من عدد من ذوي النفوس الخبيثة المملوءة بالشر والفساد الذين يخدمون مخططات تدار من الخارج للقيام بعملٍ إرهابي استهدف البلد الأمين وترويع المعتمرين والمصلين دون مراعاة لحرمة المكان والزمان والإنسان. وأحبطت يقظة رجال الأمن بعد فضل الله عز وجل وقوع عمل إجرامي كان على وشك التنفيذ من قبل المجموعة الإرهابية التي تمركزت في ثلاثة مواقع اثنان منها بالقرب من الحرم المكي الشريف وثالثهما في محافظة جدة. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية: إن أحد الموقعين اللذين تحصن فيهما الإرهابيون في العاصمة المقدسة كان في حي العسيلة، في حين كان الثاني بحي أجياد المصافي وبداخله الانتحاري المكلف بالتنفيذ. وأوضح أن الانتحاري بادر فور مباشرة رجال الأمن في محاصرته بإطلاق النار باتجاههم مما اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره بعد رفضه التجاوب مع دعواتهم له بتسليم نفسه، واستمر في إطلاق النار بشكل كثيف قبل أن يقدم على تفجير نفسه، مما نتج عنه مقتله وإنهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله، وإصابة ستة وافدين نقلوا على إثره للمستشفى بالإضافة إلى إصابة خمسة من رجال الأمن بإصابات طفيفة. وبين أن العملية الأمنية أسفرت بحمد الله عن القبض على خمسة من عناصر الخلية بينهم امرأة بعد مداهمة مواقعهم المشار إليها آنفاً، مشيراً إلى أن مصلحة التحقيق تقتضي عدم الإفصاح عن أسمائهم. وأضاف أن الجهات الأمنية تواصل تحقيقاتها ورفع الأدلة المتخلفة في مكان التفجير والتثبت من هوية الانتحاري.