قبل أربع سنوات في 7 أبريل 2013 بدأ عرض مسلسل الأنمي الياباني (الهجوم على العمالقة) (Attack on Titan) على MBS، لم تكن فكرة هذا المسلسل غريبة بقدر ما هي وحشية وعنيفة، وهي من تأليف ورسم "اجيمي إيساياما" حيث تدور القصة حول حياة إيرين ييغر، وأخته المتبناة ميكاسا أكّرمان، وصديقهما أرمين أرليرت، يعيشون داخل مدينة محاطة بأسوار عالية جداً وقوية، بعد أن ظهر عملاق كبير ودمر مدينتهم والتهم الكثير من البشر، ومنذ ذلك الحين أصبحت البشرية على كف عفريت بعد هذا الظهور المفاجئ للعمالقة، إلا أن الكثير من الناجين انتقلوا إلى مكان آخر أكثر أماناً ومن ضمنهم ايرين وميكاسا وأرمين، حيث التحق ايرين الذي يعيش حالة صدمة بعد أن رأى العملاق يقسم والدته إلى نصفين ثم يلتهمها، بفيلق الاستطلاع الذي يضم نخبة مدربة جداً من الجنود لمواجهة العمالقة خارج الأسوار العالية، ومن هنا تبدأ أحداث هذا المسلسل الدامي المتقن حواراً ورسماً وإبهاراً، حيث بعد سنوات خلال معركته الأولى ضد العمالقة، يتفاجأ ايرين أن لديه القدرة على التحول إلى عملاق بإرادته. والعملاق شبيه بالإنسان ويفترس البشر دون سبب، ولكن من يحيطون بايرين لا يستطيعون تقبل ذلك فهو بالنسبة لهم يعتبر تهديداً، وبالنسبة للبعض الآخر يصبح هو الأمل الذي سينقذهم من طوفان العمالقة ووحشيتهم، أما ايرين فهو يبحث عن تلك الإجابات لوضعه الغامض. وقد استلهم الكاتب فكرة سور الخوف من الثقافة اليابانية كونهم مجتمعاً منعزلاً، كذلك هي إسقاط على أحاسيس البشر الداخلية وهي إحدى المرتكزات التي تقوم عليها قصة المسلسل. وكعادة أي مسلسل مدهش وناجح كان لابد أن يتبعه سلسلة من التسويق والاستثمار، حيث بدأت سلسلة المانغا في سبتمبر 2009 في مجلة كودانشا، بيساتسو شونن. رواية خفيفة جانبية بدأ إصدارها من ديسمبر 2011، أيضا فيلم تحت الإنتاج، كذلك طُورت أربع ألعاب فيديو وستُصدر كمحتوى إضافي للمجلدين الثالث والسادس من إصدار قرص بلو راي للأنمي. لعبة أخرى تحت التطوير من قبل سبايك تشونسوفت للنينتندو 3دي إس. أيضاً تم بيع أكثر من 20 مليون مجلد مانقا بحلول عام 2013، وقد كتب عنها النقاد وأشادوا بفكرتها وقصتها، كل هذا الاستثمار للعمل والشهرة الواسعة له في العالم تم العمل عليها بعناية كمصدر ربحي وكقصة تبحث في داخل الإنسان البشري ومخاوفه غير الظاهرة وانعزاليته حتى لا يتألم، والآن وبعد أربع سنوات يعود الجزء الثاني من الهجوم على العمالقة وهو يحمل الكثير من المفاجآت والاتقان كعادة اليابانيين، ولكنه يعود ونحن الكبار محملون بأبشع المناظر البشرية التي تشبعنا بها خلال الأربع سنوات المنصرمة والتي تفوقت بوحشيتها على عمالقة "إيساياما".