عشوائية الوحدة ستقوده إلى الأولى والسلطان بريء

من حق إدارة الوحدة أن تحتج على قرارات الحكم عبدالرحمن السلطان وتحمله مسؤولية الخسارة أمام الفيصلي صفر-1 في الجولة 17 من "دوري جميل"، فذلك حق مشروع طالما أنها ترى بأنه ارتكب أخطاءً فادحة خلال مجريات اللقاء، لكن عليها أن تتذكر بأن الفريق دخل المباراة وهو متذيل ترتيب الدوري ب 13 نقطة، وإلى ماقبل المواجهة تلقى 11 خسارة ولم يحقق الفوز سوى في أربعة لقاءات، واستقبلت شباكه 43 هدفاً وهو رقم كبير جداً، وعلى رئيس النادي هشام مرسي أن يسترجع عمله وإدارته خلال الفترة الماضية، والأخطاء التي وقعوا فيها وتكررت مرات عدة، من تفريط في اللاعبين واستقطاب آخرين "مقالب" من لاعبين محليين وأجانب، وتغييرات متكررة للأجهزة الفنية والإدارية، ومشاكل إدارية بين أعضاء مجلس إدارة النادي أنفسهم، والحرب الكلامية التي ظهرت على السطح غير مرة، بين الرئيس ونائبه تارة، والرئيس مع أعضاء المجلس تارة أخرى، ليس كذلك فحسب، بل على الإدارة أن تراجع علاقتها مع شرفيي النادي ومحبيه وتبحث عن الأسباب التي تسببت في عزوف الأغلبية العظمى وابتعادهم، حتى أن الإدارة لم تفلح في تكوين المجلس الشرفي ولا التنفيذي.
هذه الأخطاء والعشوائية والارتجالية في العمل تسببت في ماوصل إليه "الفرسان"، حتى أصبح الفريق المكي مهدداً بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى أكثر من أي وقت سابق، والغريب أن الإدارة لاتزال متمسكة بالبقاء، وعدم منح الآخرين فرصة لإنقاذ مايمكن إنقاذه، متحججة بأنها إدارة "منتخبة"، وفي الوقت ذاته نجد رئيس النادي يتنقل بين وسائل الاعلام ويشتكي من الأزمة المادية والعزوف الشرفي، ولا نعلم لماذا على الرغم من كل هذا الجفاء بينه وبين داعمي ومحبي النادي متمسك بكرسي الرئاسة خصوصاً وأنه ارهقه نفسياً وبدنياً بحسب قوله؟!.
السلطان ربما يكون أخطأ فعلاً في لقاء الفيصلي حاله كحال أي حكم آخر في العالم، لكن على الوحداويين أن يتعاملوا مع الواقع بعقلانية، ويحاسبوا أنفسهم قبل أن يطالبوا بمحاسبته، فمن أوصل الفريق إلى المركز الأخير وجعل مستوياته ونتائجه في تراجع مع تطور المنافسين بفارق كبير هو من يستحق المحاسبة والعتاب، أما محاولة امتصاص الغضب الجماهيري ومحاولة توجيه المدرج "الأحمر" نحو الأخطاء التحكيمية فهذا اسلوب عفا عليه الزمن، ولم يعد يجدي نفعاً مع الجماهير التي باتت تمتلك وعياً يفوق بعض مسؤولي الأندية، فالوحداويون يدركون جيداً بأن الإدارة بأخطائها وعملها العشوائي من تتحمل في المقام الأول مسؤولية تذيل الفريق سلم الترتيب، لأنه ليس من المنطق أن تترك أسباب 11 خسارة سابقة وتركز على الخسارة رقم 12.
الوحداويون امام مفترق طرق، وعليهم أن يتداركوا أوضاع فريقهم بأسرع وقت وإلا سيجدونه من جديد في دوري "الأولى"، عندها سترحل هذه الإدارة وقد فرطت في عدد من اللاعبين، وسيجد من يأتي بعدها صعوبة بالغة في إعادة "الفرسان" إلى الدوري الممتاز مع الكبار، خصوصاً وأن دوري "الأولى" لن يكون محطة سهلة.