حذر باحثون ومختصون خلال جلسات "مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام"، من حرب الشبكات التي تخوضها إيران بمساندة أتباعها والمغيبين فكريا من الفئة الضالة ضد المملكة، بهدف النيل من التماسك المجتمعي القوي عبر وسوم وهاشتاقات كاذبة، وعلى محاور أمنية وفكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية، لافتين إلى أن أكثر من 27 ألف حساب يدونون الأحقاد والأكاذيب بشكل يومي، منطلقين من إيران والعراق ضمن ما يعرف بالجيل الرابع من الحروب، وأكثر من نصف مليون حساب وهمي على تويتر يدار من خارج المملكة متخصص ببث الإشاعات والأراجيف وهو ما يؤكد خطورة هذه الحرب الجديدة. وأكدت الأبحاث أن الشائعة الأمنية غرضها نشر الفتنة ونسبة مطلقيها من السعوديين لا يتجاوز 2 % و98 % غير سعوديين، ومنها على سبيل المثال "حجب الإنترنت في المملكة، الأمن الفكري في خطر، الأفكار الهدامة بانتشار، التعامل القاسي لرجال الأمن، وجود مظاهرات من بعض الحجاج، احتلال الحوثيين لجازان ونجران، نساء الحرمين يختطفن". وفي سياق ما عرضه الباحثون والباحثات أكد د. السر علي، في بحثه "توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في التصدي للظواهر الإرهابية"، سقوط عدد كبير من طلاب الجامعات ضحايا للفكر الإرهابي والسبب استخدام المنحرفين فكريا لفنون مختلفة في الإقناع في مقدمتها الصورة، أما د. أمينة جاد، فقد تناولت دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الإلحاد من خلال الفيسبوك، مؤكدة أن آفة العصر الحديث وأكبر مفرزاته السيئة تدمير الأخلاق والقيم، داعية لتحصين الشباب المبتعثين من خلال دورات مكثفة، ومناقشة شبهات الملحدين وأسباب نفور البعض عن الدين بدعوى الظلم وإراقة الدماء. وشدد د. حازم صلاح الدين، في بحثه شبكات التواصل الاجتماعي بين حرية التعبير وحماية الأمن الوطني على أن حرية التعبير يجب أن تكون مقيدة وأن الأمن العربي مستهدف، وأوصى د. حمدي بشير، في مبحثه "التطرف الديني عبر وسائل الاجتماعي المخاطر وسبل المواجهة" بإنشاء مراكز بحثية للرد على الفتاوى التكفيرية، ومراكز لحوار الحضارات، أما د. مسفر البشر فقد شخص في بحثه "الإشاعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تجاه المملكة" محاولات النيل من تماسك المجتمع من خلال الشائعات. وفي الجلسة الرابعة عرضت د. ولاء ربيع، أهمية استخدام شبكات التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة وعلاقتها بجودة الحياة الأسرية، مؤكدة أن 60% أثرت بهم وسائل التواصل إيجابا، و40 % أثرت سلبا على سلوكياتهم، أما د. هشام البشر، فقد تناول "أركان جريمة التشهير في شبكات التواصل الاجتماعي" وتطور الجريمة وأساليبها "الجرائم المستحدثة" التي تستوجب أنظمة للمواجهة والمكافحة، داعيا لإنشاء مركز لدراسة المستجدات من الجرائم المعلوماتية وسبل مكافحتها. واستشرفت د. نادية السعيد، في بحثها مستقبل الوقاية من الشائعات الإلكترونية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، والحروب الإلكترونية، مشددةً على أهمية الالتحام والالتفاف حول راية الوطن، وتوعية المجتمع بخطورة بث الإشاعات الإلكترونية وما يعرف بالإرهاب الإلكتروني، وسرد د. مدحت أبو النصر، بعض إيجابيات الشبكات كالراحة والتسلية والتعبير الحر بعيدا عن القيود الاجتماعية والسياسية. وتناول د. محمد علي ود. أحمد أبو العز أهمية دمج وسائل التواصل في المناهج لتعزيز التفكير الإيجابي لدى الشباب لمنع التطرف الفكري في العصر الرقمي، ولفت د. محمد رستم في مبحثه "دور التقنية الحديثة في الانحراف بشعيرة الجهاد عن معناها الصحيح" لاستغلال الفئة الضالة للتواصل لتوظيف أطروحاتهم الإرهابية، ومفهوم الجهاد المنحرف المأخوذ من كتابات المنحرفين، مشيرا إلى أن من الأسباب التي يعتقدها الضالون كفر الحكام وردتهم، الخلط بين الجهاد والإرهاب، الالتفاف على النص الصحيح ومحاولة لي عنقه، الاعتماد على المتشابه من النصوص معاملة المستأمن كالمحارب. وأكد د. محسن الحسني، ود. إكرام الكنوني، "من البرازيل" في بحثهما "الآثار الإيجابية والسلبية للشبكات" على ما أحدثته الشبكات من طفرة في ربط العلاقات بين الأفراد والمجتمعات فهي تساهم في نشر العقيدة الصحيحة، ووصفا الواتساب بالمدرسة الدعوية لاسيما لدى المغتربين، ودعت د. خالدة الناطور إلى الالتزام بالضوابط الشرعية للتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي.