عبدالله بن دعفس الدعفس كثيرًا ما تقع عيني على أخبار تتناول دراسات وأبحاثاً ومساهمات مجتمعية تُجرى في دول الغرب، وتكون تحت إشراف جامعات هناك، تضطلع بهذه المهام كجزء من واجباتها تجاه مجتمعاتها، وبحيث لا يقتصر دورها على مجرد تقديم خدمات التعليم الأكاديمي، أو إقامة المحاضرات والندوات العامة. هذا الشيء الذي أجده كعلامة بارزة تميّز الجامعات هناك، أفتقده هنا على مستوى جامعاتنا المحلية. فكم من المشاكل والظواهر المجتمعية التي تظهر على السطح وتكون همًا مؤرقًا للمجتمع وكذلك للجهات المسؤولة، ولا نرى إزاء ذلك تدخلًا من هذه الجامعات، على الرغم من أنها تضم صفوة أهل العلم في كل التخصصات والعلوم!. ورغم وجود بعض المساهمات من هذا القبيل، إلّا أنها ما زالت خجولة ودون المستوى الكمي المطلوب، يحضرني منها اثنتان، الأولى لجامعة المجمعة، التي بادرت مشكورة في إنشاء مرصد فلكي يستخدم بشكل رئيسي في تحري دخول الأشهر، خصوصًا شهر رمضان المبارك، واستطاعت من خلاله تنظيم المجهودات الفردية السابقة في شكل رسمي ومؤسسي، الأمر الذي قضى على كثير من اللغط الذي كان يصاحب الإعلان عن دخول هذا الشهر في سنين خلت. أيضًا قرأت قبل فترة عن قيام جامعة الملك خالد بدراسة علمية عن ظاهرة الإسراف في الولائم والمناسبات. وهذه الجهود تذكر فتشكر، لكن المأمول من جامعاتنا أكبر من ذلك، فالمطلوب منها أن تتعدى مهامها ووظائفها إلى خارج أسوار مبانيها ومقارها، إلى حيث يعيش مجتمعها، لتتفاعل معه بشكل أكبر، وتساهم جنبًا إلى جنب مع الجهود التي تبذل من قبل الجهات الحكومية المسؤولة لمواجهة ومعالجة جميع الظواهر والمشكلات التي يعاني منها هذا المجتمع.