في كل يوم يمر على الأزمة اليمنية تتحطم الخيارات السياسية والسلمية على صخرتها القاسية!، ولا يبقى أمام التحالف العربي إلا خيارات إما تحرير صنعاء أو تحرير صنعاء! ولا شيء آخر! نعم لا شيء آخر! ذلك أنّ أي حوارات أو هدنة تُطلب من قبل الانقلاب اليمني بشقيه الحوثي والعفاشي أو حلفائه إنما هي لإعادة التهيئة والتزود بالسلاح ولا غير! بدءا بمحادثات الأممالمتحدة بين الحكومة الشرعية والوفد الانقلابي الحوثي العفاشي في جنيف من خلال مؤتمر جنيف "الأول" ثم مؤتمر جنيف "الثاني"وما لحق ذلك من نقاشات غير طافية على السطح في محطات أخرى كلها باءت بالفشل وكانت بمثابة مسرحيات سخيفة لكسب الوقت أبطالها الوفد الانقلابي ولا غير، فتارة يختلفون مع المؤتمرين على عدد الوفد وأخرى على لون الطاولة وخامة خشبها! مع وجود خطوط ساخنة حينها مع جهات أخرى تسعى لفشل تلك المحادثات، إذ هي تستفيد من إشغال دول الخليج بهذه الحرب التي خُطط لها بأن تكون استنزافا لدول المنطقة. ولم ينتهِ ذلك المسلسل بمحادثات الكويت التي توقفت ثم استؤنفت ثم توقفت بلا جدوى رغم وضوح موقف التحالف العربي وسلامة نيته في تلك المرحلة ولكن للأسف نجح الإنقلابيون في إجهاض تلك المحادثات كغيرها تحت ذرائع واهية لا تنم إلا عن سوء المقصد! والآن مع اقتراب الخناق على العاصمة العريقة" صنعاء" تنشط بعض الأطراف الدولية الحليفة للإنقلاب صراحة أو ضمناً بالدعوة لمحادثات فاشلة سلفاً الهدف منها تأخير حل الأزمة اليمنية إذ هي مطلوبة بهذا الشكل "خنجر في خاصرة الخليج"!، كما وتنشط بعض الجمعيات والجهات الإنسانية المسيسة في اتهام التحالف العربي بانتهاك القانون الدولي بقتل الأطفال والنساء في اليمن رغم معرفة العالم أجمع بأن من يمارس ذلك هم الإنقلابيون ولا غير والأدلة لا حصر لها، مغمضة العينين تلك المنظمات عن الجرائم البشعة التي اطلع عليها العالم أجمع في سورية وكأنهم لا يعيشون في نفس الكوكب الذي تمارس فيه تلك الجرائم في حق الشعب السوري الذي استخدم ضده كل الأسلحة المحرمة دولياً كالفسفور والنابالم وغيرها!! ومن ثم فإنه يتحتم على التحالف العربي وبأسرع ما يمكن المثل العربي القديم :"لا بد من صنعاء وإن طال السفر"! وكل ما دون ذلك من محادثات وخلافه لا يزيد عن كونه سكب مداد على ورق ولا غير.