في أيامنا الأخيرة صرنا نسمع كثيراً عن ندوات ومؤتمرات تحت اسم «العنف ضد المرأة» كذلك صار الموضوع مادة نقاش في الفضائيات. فمن قائل إنه ظاهرة متنامية. وآخر يقول إنه لم يصل إلى حد الظاهرة لكنه مشكلة اجتماعية. وأرجو أن لا يساء فهمي إذا قلت إن أخلاق القرية في بلادنا لم تكن من بين مشاكلها ما يسمى بالعنف ضد المرأة. ولم نكن نسمع عن هذا السلوك .. والذي يقسو على أهله إلى حد العنف أو إلى «مدة اليد» كان دائماً يجد من يرد له الصاع صاعين. والنموذج العام لمجتمع القرية أو البادية قديماً أن الرجل يستعيب أن يمد يده إلى امرأة. ولو أمعنا النظر إلى الخلافات الزوجية في نجد - قديماً - لوجدنا أن الزوجة إذا «زعلت» وأراد زوجها أن يعيدها من بيت أهلها فإنها تطلب «رضاوه». قال الشاعر أسعد رستم: - قبل الزواج يكون المرء محترقاً على التي بهواها قلبه علقا تراه ينفق اموالاً قضى زمناً من الجبين عليها يسكب العَرقا وكم تبسم مسروراً بطلعتها وكم تنهد مشتاقاً.. وكم شهقا ثم يسير الشاعر مع مرور الزمن ليقول: - قلّت محبته للحال وانقلبت بغضاً ولم يبق من ذكر لما سبقا يريد منها طعاماً إن تأخر عن ميعاده لحظةً في وجهها بصقا إلى أن يقول: - المرء يطلب رزقاً ليس يملكه حتى إذا ناله لم يرض ما رُزقا